الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            2244 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق [ ص: 13 ] الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن ابن شهاب، عن حمزة، وسالم ابني عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "الشؤم في الدار والمرأة والفرس".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن إسماعيل، وأخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك.

                                                                            وقيل : إن شؤم الدار ضيقها ، وسوء جوارها ، وشؤم الفرس : ألا يغزى عليها ، وشؤم المرأة : أن لا تلد ، وقيل : شؤم الفرس صعوبته ، وسوء خلقه ، وشؤم المرأة : غلاء مهرها ، وسوء خلقها ، وقيل : هذا منه إرشاد لمن كانت له دار يكره سكناها ، أو امرأة يكره صحبتها ، أو فرس لا يعجبه بأن يفارقها بالانتقال عن الدار ، وتطليق المرأة ، وبيع الفرس ، ولا يكون ذلك من باب الطيرة المنهي عنها ، كما روي أن امرأة ، قالت : يا رسول الله ، سكنا دارنا هذه ونحن كثير ، فهلكنا ، وحسن ذات بيننا ، فساءت أخلاقنا ، وكثيرة أموالنا ، فافتقرنا ، قال : " أفلا تنتقلون عنها ذميمة" .

                                                                            قالت : كيف نصنع ؟ قال : " تبيعونها أو تهبونها" .
                                                                            [ ص: 14 ] .

                                                                            قال الخطابي : فاليمن والشؤم اسمان لما يصيب الإنسان من الخير والشر ، وهذه الأشياء الثلاثة محال ليس لها بأنفسها وطباعها فعل ، ولا تأثير ، إنما ذلك كله بمشيئة الله وقضائه ، وخصت هذه الأشياء بالذكر ، لأنها أعم الأشياء التي يقتنيها الإنسان ، ولما كان الإنسان لا يخلو عن العارض فيها ، أضيف إليها اليمن والشؤم إضافة مكان ومحل ، وهما صادران عن مشيئته عز وجل .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية