الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الخيار.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا ) الآية.

                                                                            2354 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله [ ص: 216 ] النعيمي، أنا محمد بن يوسف، أنا محمد بن إسماعيل، أنا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، أنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمر الله عز وجل أن يخير أزواجه، قالت: فبدأ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "إني ذاكر لك أمرا، فلا عليك أن تستعجلي حتى تستأمري أبويك"، وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه، قالت: ثم قال: " إن الله سبحانه وتعالى قال: ( يا أيها النبي قل لأزواجك ) إلى تمام الآيتين، فقلت له: ففي أي هذا أستأمر أبوي؟! فإني أريد الله ورسوله، والدار الآخرة.

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، وزاد: "ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت".

                                                                            ورواه أبو الزبير، عن جابر، وقال: قالت عائشة: أسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت.

                                                                            قال: "إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا، ولكن بعثني معلما ميسرا"
                                                                            [ ص: 217 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية