الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب النهي عن أن يخلو الرجل بالمرأة الأجنبية.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) .

                                                                            أي: لا تلن بالقول، يقال: خاضع الرجل المرأة: إذا خضع لها بكلامه، أي: لين.

                                                                            2252 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا قتيبة بن سعيد، نا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إياكم والدخول على النساء"، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: "الحمو الموت".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن قتيبة، ومحمد بن رمح، عن الليث.

                                                                            الحمو : جمعه الأحماء ، وهم الأصهار من قبل الزوج ، والأختان من قبل المرأة ، والأصهار تجمع الفريقين أيضا ، وأراد ها هنا أخا الزوج ، فإنه لا يكون محرما للمرأة ، وإن كان أراد أبا الزوج وهو محرم ، فكيف بمن ليس بمحرم ؟! . [ ص: 27 ] .

                                                                            وقوله : " الحمو الموت" .

                                                                            قال أبو عبيد : يقول : فليمت ، ولا يفعلن ذلك ، وقال ابن الأعرابي : هذه كلمة تقولها العرب ، كما تقول الأسد الموت .

                                                                            أي : لقاؤه مثل الموت ، وكما يقولون : السلطان نار .

                                                                            فمعنى هذا الكلام : إن خلوة الحمو معها أشد من خلوة غيره من البعداء .

                                                                            قال الإمام : وأراد احذر الحمو ، كما تحذر الموت .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية