الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            2388 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا أبو العباس الأصم.

                                                                            ح وأنا أحمد بن عبد الله الصالحي، ومحمد بن أحمد العارف، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، قال: نا أبو العباس الأصم، أنا الربيع، أنا الشافعي، أنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبيه، أن سبيعة بنت الحارث وضعت بعد وفاة زوجها بليال، فمر بها أبو السنابل بن بعكك، فقال: قد تصنعت للأزواج إنها أربعة أشهر وعشر! فذكرت ذلك سبيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "كذب أبو السنابل، أو ليس كما قال أبو السنابل، قد حللت، فتزوجي". [ ص: 305 ] .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه من طرق، عن الزهري.

                                                                            والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ، قالوا في المتوفى عنها زوجها : إذا كانت حاملا تنقضي عدتها بوضع الحمل ، وهو قول عمر ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمر ، وأبي هريرة ، وغيرهم من الصحابة .

                                                                            قال عمر : " لو ولدت ، وزوجها على سريره لم يدفن بعد ، لحلت" .

                                                                            وإليه ذهب مالك ، والثوري ، والأوزاعي ، والشافعي ، وأصحاب الرأي .

                                                                            وروي عن علي ، وابن عباس أنها تنتظر آخر الأجلين ، من وضع الحمل ، أو أربعة أشهر وعشرا .

                                                                            قال عبد الله بن مسعود : أتجعلون عليها التغليظ ، ولا تجعلون لها الرخصة! أنزلت النساء القصرى بعد الطولى ؟ قوله : " أتجعلون عليها التغليظ" ، أراد أن الحامل قد تمتد بها مدة الحمل إلى تسعة أشهر وإلى أربع سنين ، ولا يحكم بانقضاء عدتها ما لم تضع ، فإذا ألزمتموها هذا التغليظ ، فاجعلوا لها الرخصة بانقضاء عدتها إذا وضعت قبل أربعة أشهر وعشر ، وقوله : " نزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى" ، أراد بالقصرى : سورة الطلاق ، وبالطولى : سورة البقرة ، وأراد أن قوله في سورة الطلاق ( وأولات الأحمال [ ص: 306 ] أجلهن أن يضعن حملهن ) نزلت بعد قوله سبحانه وتعالى : ( يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ) في سورة البقرة ، فحمله على النسخ ، وعامة الفقهاء خصوا الآية بخبر سبيعة .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية