الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            2330 - أخبرنا محمد بن الحسن الميربندكشائي ، أنا أبو سهل محمد بن محمد بن طرفة السجزي، أنا أبو سليمان، نا أبو بكر بن داسة، [ ص: 160 ] نا أبو داود السجستاني، نا موسى بن إسماعيل، نا حماد، نا أبو قزعة سويد بن حجير الباهلي، عن حكيم بن معاوية الباهلي القشيري، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: "أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت".

                                                                            قال أبو سليمان الخطابي : في هذا إيجاب النفقة والكسوة لها ، وهو على قدر وسع الزوج ، وإذا جعله النبي صلى الله عليه وسلم حقا لها ، فهو لازم حضر أو غاب ، فإن لم يجد في وقته ، كان دينا عليه كسائر الحقوق الواجبة ، سواء فرض لها القاضي عليه أيام غيبته ، أو لم يفرض .

                                                                            وفي قوله : " ولا يضرب الوجه" دلالة على جواز ضربها على غير الوجه ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه نهيا عاما ، لا يضرب آدميا ولا بهيمة على الوجه .

                                                                            وقوله : " لا تقبح" معناه : لا يسمعها المكروه ، ولا يشتمها بأن يقول : قبحك الله ، وما أشبهه من الكلام .

                                                                            وقوله : " ولا تهجر إلا في البيت" أي : لا يهجرها إلا في المضجع ، ولا يتحول عنها ، أو يحولها إلى دار أخرى . [ ص: 161 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية