الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4800 - (بخ 4) : القاسم بن عبد الرحمن الشامي أبو ، [ ص: 384 ] عبد الرحمن الدمشقي مولى آل أبي سفيان بن حرب الأموي .

                                                                          روى عن : تميم الداري ، وسلمان الفارسي ، وسهل بن الحنظلية ، وعبد الله بن مسعود (بخ) ، وعبيد بن فيروز ، وعدي بن حاتم الطائي (ت) ، وعقبة بن عامر الجهني (د س) ، وعلي بن أبي طالب ، وعمرو بن عبسة السلمي (ق) ، وعنبسة بن أبي سفيان (ت س) ، وفضالة بن عبيد الأنصاري ، ومعاوية بن أبي سفيان (ق) ، وأبي أمامة الباهلي (بخ د ت ق) ، وأبي أيوب الأنصاري (سي) ، وأبي هريرة ، وعائشة أم المؤمنين ، وقيل لم يسمع من أحد من الصحابة سوى أبي أمامة .

                                                                          روى عنه : أيوب (س) رجل من أهل الشام ، وبشر بن نمير ، وثابت بن ثوبان ، وثابت بن عجلان (بخ ق) ، وثور بن يزيد الحمصي ، وجعفر بن الزبير (ق) ، وأبو معيد حفص بن غيلان ، وخالد بن أبي عمران (د) ، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي الكبير (سي ق) ، وسليمان أبو الربيع ، وصدقة بن عبد الله السمين ، وعاصم بن رجاء بن حيوة ، وعبد الله بن العلاء بن زبر (ق) ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر (س ق) ، وعبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب ، وعتبة بن [ ص: 385 ] أبي حكيم الهمداني ، وعتبة بن عبد الرحمن الحرستاني ، وعثمان بن عبد الرحمن (مد) ، وعروة بن رويم اللخمي ، وأبو الغيث عطية بن سليمان (فق) ، وعلي بن يزيد الألهاني (ت ق) ، وعمر بن موسى بن وجيه الوجيهي ، والعلاء بن الحارث (د ت س) ، وغيلان بن أنس (ق) ، وكثير بن الحارث (بخ ت) ، ومعاوية بن صالح الحضرمي ، ومعاوية بن يحيى الصدفي ، والوضين بن عطاء (مد) ، والوليد بن جميل (بخ ت ق) ، والوليد بن سليمان بن أبي السائب ، والوليد بن عبد الرحمن بن أبي مالك ، ويحيى بن الحارث الذماري (4) ، ويزيد بن أبي مريم ، ويزيد بن يزيد بن جابر ، وأبو عبد الله النجراني ، وابن حرشف الأزدي (د) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد ، وأبو زرعة الدمشقي : في الطبقة الثانية من أهل الشام .

                                                                          قال ابن سعد : وله حديث كثير في بعض حديث الشاميين أنه أدرك أربعين بدريا .

                                                                          وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : القاسم بن عبد الرحمن الشامي مولى معاوية ، ويقال : مولى يزيد بن معاوية . [ ص: 386 ] ليس في الدنيا القاسم بن عبد الرحمن شامي غير هذا .

                                                                          وقال البخاري : القاسم بن عبد الرحمن ، وهو أبو عبد الرحمن الشامي مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية القرشي الأموي سمع عليا ، وابن مسعود ، وأبا أمامة .

                                                                          روى عنه : العلاء بن الحارث ، وابن جابر ، وكثير بن الحارث ، وسليمان بن عبد الرحمن ، ويحيى بن الحارث أحاديث مقاربة ، وأما من يتكلم فيه مثل جعفر بن الزبير ، وعلي بن يزيد ، وبشر بن نمير ، ونحوهم في حديثهم مناكير ، واضطراب .

                                                                          وذكر أبو حاتم أن روايته عن علي ، وابن مسعود ، وعائشة مرسلة .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي ، وذكر القاسم أبا عبد الرحمن فقال : قال بعض الناس : هذه الأحاديث المناكير التي يرويها عنه جعفر بن الزبير ، وبشر بن نمير ، ومطرح فقال أبي : علي بن يزيد من أهل دمشق حدث عنه مطرح ، ولكن يقولون : هذه من قبل القاسم في حديث القاسم مناكير مما يرويها " الثقات " يقولون من قبل القاسم [ ص: 387 ] وقال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله ، وذكر له حديث عن القاسم الشامي عن أبي أمامة : أن الدباغ طهور فأنكره ، وحمل على القاسم : وقال يروي علي بن يزيد هذا عنه أعاجيب ، وتكلم فيها ، وقال : ما أرى هذا إلا من قبل القاسم قال أبو عبد الله : إنما ذهبت رواية جعفر بن الزبير لأنه إنما كانت روايته عن القاسم قال أبو عبد الله : لما حدث بشر بن نمير عن القاسم قال شعبة : ألحقوه به .

                                                                          وقال جعفر بن محمد بن أبان الحراني : سمعت أحمد بن حنبل ومر حديث فيه ذكر القاسم بن عبد الرحمن مولى يزيد بن معاوية قال : هو منكر لأحاديثه متعجب منها قال : وما أرى البلاء إلا من القاسم .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : ذكرت لأبي عبد الله - يعني : أحمد بن حنبل - حديثا حدثنا به محمد بن المبارك أملاه علينا في سنة ثلاث عشرة ومائتين قال : حدثنا يحيى بن حمزة عن عروة بن رويم عن القاسم أبي عبد الرحمن قال : قدم علينا سلمان الفارسي دمشق فأنكره أحمد ، وقال لي كيف يكون له هذا اللقاء ، وهو مولى لخالد بن يزيد بن معاوية ؟ فذكرت لأحمد حديثا حدثنا به عبد الله بن صالح أن معاوية بن صالح حدثهم عن سليمان أبي الربيع عن القاسم أبي عبد الرحمن قال : رأيت الناس [ ص: 388 ] مجتمعين على شيخ فقلت : من هذا ؟ قال : سهل بن الحنظلية فسكت أحمد ، ولم يرده كما رد لقي القاسم سلمان فأخبرت عبد الرحمن بن إبراهيم بقول أبي عبد الله أن القاسم مولى لخالد بن يزيد ، وأن من كان عنده مولى لخالد يعني : لا يصح له هذا اللقاء فقال لي عبد الرحمن بن إبراهيم : كان القاسم مولى لجويرية بنت أبي سفيان فورث بنو يزيد بن معاوية ، ولاءه فلذلك يقال : مولى بني يزيد بن معاوية .

                                                                          قال أبو زرعة : وذلك أحب القولين إلي .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو محمد عبد الواسع بن عبد الكافي الأبهري عن أبي الحسن علي بن محمد بن هبل الطبيب إذنا قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ابن السمرقندي قال : أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال : أخبرنا تمام بن محمد الرازي ، وأبو محمد بن أبي نصر ، وأبو بكر القطان ، وأبو نصر بن الجندي ، وأبو القاسم بن أبي العقب قالوا : أخبرنا علي بن يعقوب بن أبي العقب قال : حدثنا أبو زرعة الدمشقي فذكره .

                                                                          وقال عباس الدوري ، وعبد الله بن شعيب الصابوني [ ص: 389 ] والمفضل بن غسان الغلابي ، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن يحيى بن معين : القاسم أبو عبد الرحمن ثقة .

                                                                          زاد إبراهيم : الثقات يروون عنه هذه الأحاديث ، ولا يرفعونها ثم قال : يجيء من المشايخ الضعفاء ما يدل حديثهم على ضعفهم .

                                                                          وقال في موضع آخر : إذا روى عنه الثقات أرسلوا ما رفع هؤلاء . وقال أحمد بن عبد الله العجلي ، ويعقوب بن سفيان الفارسي ، وأبو عيسى الترمذي : ثقة .

                                                                          زاد العجلي : يكتب حديثه ، وليس بالقوي .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : كان خيارا فاضلا أدرك أربعين رجلا من المهاجرين والأنصار .

                                                                          وقال أبو حاتم : حديث الثقات عنه مستقيم لا بأس به ، وإنما ينكر عنه الضعفاء .

                                                                          وقال الغلابي : منكر الحديث .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة السدوسي : ثقة . وقال في موضع آخر : قد اختلف الناس فيه فمنهم من [ ص: 390 ] يضعف روايته ، ومنهم من يوثقه .

                                                                          وقال محمد بن شعيب بن شابور عن يحيى بن الحارث عن القاسم : لقيت مائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال عمرو بن الحارث عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم ، وكان قد أدرك أربعين من المهاجرين .

                                                                          وقال معاوية بن صالح عن كثير بن الحارث : أن القاسم لقي أربعين بدريا .

                                                                          وقال محمد بن راشد عن إبراهيم بن الحصين : كان القاسم من فقهاء أهل دمشق .

                                                                          وقال البخاري : قال أبو مسهر : حدثني صدقة بن خالد قال : حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : ما رأيت أحدا أفضل من القاسم أبي عبد الرحمن كنا بالقسطنطينية ، وكان الناس يرزقون رغيفين في كل يوم فكان يتصدق برغيف ، ويصوم ، ويفطر على رغيف .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد [ ص: 391 ] المقدسي قال : أخبرنا القاضي أبو القاسم ابن الحرستاني قال : أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الشقاني الخطيب إذنا قال : أخبرنا أبو منصور النهاوندي قال : أخبرنا أبو العباس النهاوندي قال : أخبرنا أبو القاسم بن الأشقر قال : أخبرنا البخاري فذكره .

                                                                          قال محمد بن سعد ، وخليفة بن خياط ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وأبو حسان الزيادي ، وغير واحد : مات سنة اثنتي عشرة ومائة ، ويقال : مات سنة ثماني عشرة ومائة .

                                                                          روى له البخاري في " الأدب " ، والباقون سوى مسلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية