الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4819 - (ع) : القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الرحمن المدني .

                                                                          روى عن : أسلم مولى عمر بن الخطاب (س) ، ورافع بن خديج (س) ، وصالح بن خوات بن جبير (ع) ، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب (د) ، وعبد الله بن حباب (خ س) ، وعبد الله بن الزبير بن العوام ، وعبد الله بن عباس (خ م س ق) ، وعبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (د س) ، وابن عمه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق (خد) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (خ م د س) ، وعبد الله بن عمرو بن العاص (س) ، وعبد الله بن [ ص: 428 ] مسعود مرسلا (س) ، وعبد الرحمن (خ د س ق) ، ومجمع (خ م د س ق) ابني يزيد بن جارية ، وأبيه محمد بن أبي بكر الصديق (س ق) ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وأبي هريرة (ت) ، وأسماء بنت عميس (س) ، وزينب بنت جحش (س) ، وعمته عائشة أم المؤمنين (ع) ، وفاطمة بنت قيس (خ د) .

                                                                          روى عنه : أسامة بن زيد بن أسلم (سي ق) مولى عمر بن الخطاب ، وأسامة بن زيد الليثي (سي ق) ، وإسماعيل بن أبي حكيم (د) ، وأفلح بن حميد (خ م د س ق) ، وأنس بن سيرين ، وأيمن بن نابل المكي (خ س) ، وأيوب السختياني (م س) ، وثابت بن عبيد الأنصاري (م د ت س) ، وجعفر بن محمد الصادق ، والحضرمي بن لاحق (خد) ، وحميد الطويل ، وحنظلة بن أبي سفيان (خ م د س) ، وخالد بن أبي عمران (د) ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن (خ م س) ، وربيعة بن عطاء مولى ابن سباع (م س) ، وسالم بن عبد الله بن عمر - وهو من أقرانه - وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (م د ق) ، وسعد بن سعيد الأنصاري (م) ، وسعد (بخ) ، والد موسى بن سعد مولى آل أبي بكر ، وسليمان بن عبد الرحمن بن جندب الأنصاري ، وسليمان بن موسى ، وشيبة بن نصاح المقرئ ، وصالح بن كيسان ، وأبو الخليل صالح بن [ ص: 429 ] أبي مريم ، وطلحة بن عبد الملك الأيلي (خ 4) ، وعاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب (د ت ق) ، وعامر الشعبي ، وهو من أقرانه ، وعباد بن منصور الناجي (ت) ، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان (م) ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة (ع) ، وعبد الله بن عون (خ م د س) ، وعبد الله بن العلاء بن زبر (س) ، وعبد الرحمن بن عمار بن أبي زينب (مد س) ، وابنه عبد الرحمن بن القاسم بن محمد (ع) ، وعبيد الله بن أبي زياد القداح (د ت) ، وعبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب (د س ق) ، وعبيد الله بن عمر العمري (ع) ، وعبيد الله بن مقسم (ر) ، وعبيس بن ميمون البصري ، .وعثمان بن مرة البصري (س) ، وعكرمة بن عمار اليمامي (ي) ، وعمارة بن غزية ، وعمر بن سعيد بن أبي حسين (س) ، وعمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير (خ م) ، وعمرو بن عثمان بن هانئ (د) ، وعمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي (عخ) ، وعيسى بن ميمون الواسطي (ت ق) ، وأبو نهيك القاسم بن محمد الأسدي ، ومالك بن دينار (خت) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن لبيبة ، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ، ومحمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي (د) ، ومحمد بن عقبة أخو موسى بن عقبة (د) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (خ م د س) ، ومحمد بن المنكدر (د س) ، ومظاهر بن أسلم (د ت ق) ، والمنذر بن عبيد المدني (د س) ، وموسى بن سرجس (ت سي ق) ، ونافع مولى ابن عمر (خ م س ق) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري (خ س) ، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن [ ص: 430 ] حزم (س) ، وأبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك ، وأبو عثمان الأنصاري (د ت) ، وابن سخبرة (س) قيل إنه عيسى بن ميمون .

                                                                          قال البخاري عن علي بن المديني : له مئتا حديث .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة ، وقال : أمه أم ولد يقال : لها سودة ، وكان ثقة ، وكان رفيعا عالما فقيها إماما ، ورعا كثير الحديث .

                                                                          وقال البخاري : قتل أبوه قريبا من سنة ست وثلاثين بعد عثمان ، وبقي القاسم يتيما في حجر عائشة .

                                                                          وقال موسى بن عقبة عن محمد بن خالد بن الزبير : كنت عند عبد الله بن الزبير فاستأذن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق فقال عبد الله بن الزبير : أو ليس عهده بي قريبا ؟ قال : فقال القاسم : إني أردت أن أكلمه يخاصمه قال : ائذن له . فلما دخل عليه قال له ابن الزبير : مهيم قال : مات فلان فذكر قصة . قال : فولى القاسم فلما ولى نظر إليه عبد الله بن الزبير ، وقال ما رأيت أبا بكر ولد ولدا أشبه به من هذا الفتى .

                                                                          وقال الواقدي عن عبد الله بن عمر العمري عن [ ص: 431 ] عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه : كانت عائشة قد اشتغلت بالفتوى في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، وهلم جرا إلى أن ماتت يرحمها الله قال : وكنت ملازما لها مع ترهاتي ، وكنت أجالس البحر ابن عباس ، وقد جلست مع أبي هريرة ، وابن عمر فأكثرت فكان هناك - يعني ابن عمر - ورع ، وعلم جم ، ووقوف عما لا علم له به .

                                                                          وقال عبد الله بن شوذب عن يحيى بن سعيد : ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم .

                                                                          وقال سليمان بن حرب عن وهيب سمعت أيوب وذكر القاسم بن محمد قال : ما رأيت رجلا أفضل منه ، ولقد ترك مائة ألف ، وهي له حلال .

                                                                          وقال البخاري في " الصحيح " حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا عبد الرحمن بن القاسم ، وكان أفضل أهل زمانه سمع أباه ، وكان أفضل أهل زمانه يقول : سمعت عائشة تقول : طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هاتين ... الحديث .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه : ما رأيت أحدا [ ص: 432 ] أعلم بالسنة من القاسم بن محمد ، وما كان الرجل يعد رجلا حتى يعرف السنة .

                                                                          وقال أيضا : ما رأيت أحدا أحد ذهنا من القاسم بن محمد إن كان ليضحك من أصحاب الشبه كما يضحك الفتى .

                                                                          وقال خالد بن نزار عن سفيان بن عيينة : كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة القاسم بن محمد ، وعروة بن الزبير ، وعمرة بنت عبد الرحمن .

                                                                          وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي : سمعت يحيى بن معين يقول : عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة ترجمة مشبكة بالذهب .

                                                                          وقال عبد الله بن عون : كان القاسم ، وابن سيرين ، ورجاء بن حيوة يحدثون بالحديث على حروفه ، وكان الحسن ، وإبراهيم ، والشعبي يحدثون بالمعاني .

                                                                          وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق : رأيت القاسم بن محمد يصلي فجاء أعرابي فقال : أيما أعلم أنت أم سالم بن عبد الله ؟ فقال : سبحان الله كل سيخبرك بما علم . فقال : أيكما أعلم ؟ قال : سبحان الله سيخبرك بما علم . قال : فأيكما أعلم ؟ قال : ذاك سالم انطلق فسله فقام عنه قال : محمد بن [ ص: 433 ] إسحاق كره القاسم بن محمد أن يقول أنا أعلم من سالم فيكون تزكية ، وكره أن يقول : سالم أعلم مني فيكذب ، وكان القاسم أعلمهما .

                                                                          وقال عبد الله بن وهب ذكر مالك القاسم بن محمد فقال : كان القاسم من فقهاء هذه الأمة .

                                                                          قال : وحدثني مالك أن ابن سيرين كان قد ثقل ، وتخلف عن الحج فكان يأمر من يحج أن ينظر إلى هدي القاسم بن محمد ، ولبوسه ، وناحيته فيبلغونه ذلك فيقتدي بالقاسم .

                                                                          وقال مصعب بن عبد الله الزبيري : القاسم بن محمد من خيار التابعين .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان من خيار التابعين ، وفقهائهم .

                                                                          وقال في موضع آخر : مدني تابعي ثقة نزه رجل صالح .

                                                                          وقال يحيى بن سعيد : سمعت القاسم بن محمد يقول : لأن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعرف حق الله عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم .

                                                                          وقال هشام بن عمار عن مالك : أتى القاسم أمير من أمراء [ ص: 434 ] المدينة فسأله عن شيء فقال القاسم : إن من إكرام المرء نفسه أن لا يقول إلا ما أحاط به علمه .

                                                                          وقال الواقدي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه : ما كان القاسم يجيب إلا في الشيء الظاهر .

                                                                          وقال ابن وهب حدثني مالك أن عمر بن عبد العزيز قال : لو كان إلي من هذا الأمر شيء ما عصبته إلا بالقاسم بن محمد .

                                                                          قال مالك : وكان يزيد بن عبد الملك قد ولي العهد قبل ذلك . قال : وكان القاسم قليل الحديث قليل الفتيا .

                                                                          وقال ابن وهب أيضا : حدثني مالك : أن القاسم بن محمد كان يكون بينه وبين الرجل المداراة في الشيء فيقول له القاسم : هذا الذي تريد أن تخاصمني فيه هو لك فإن كان حقا فهو لك فخذه ، ولا تحمدني فيه . وإن كان لي فأنت منه في حل ، وهو لك .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله البكري عن أبيه قال القاسم بن محمد : قد جعل الله في الصديق البار المقبل عوضا من ذي الرحم العاق المدبر .

                                                                          قال ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن جميل الأيلي : مات [ ص: 435 ] القاسم بن محمد في ولاية يزيد بن عبد الملك بعد عمر بن عبد العزيز سنة إحدى أو اثنتين ومائة .

                                                                          وقال حماد بن خالد الخياط عن عبد الله بن عمر العمري : مات القاسم ، وسالم أحدهما سنة خمس ، والآخر سنة ست ومائة .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : توفي سنة ست آخرها أو أول سنة سبع ومائة .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي ، ويحيى بن بكير : مات سنة سبع ومائة .

                                                                          زاد يحيى : بقديد .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين ، وعلي بن المديني : مات سنة ثمان ومائة .

                                                                          وكذلك قال أبو عبيد ، وعمرو بن علي ، والواقدي ، وزاد : وهو ابن سبعين أو اثنتين وسبعين سنة ، وكان قد ذهب بصره .

                                                                          وقال عمر الضرير : توفي سنة تسع ومائة .

                                                                          وقال محمد بن سعد : توفي سنة اثنتي عشرة ومائة .

                                                                          وكذلك قال أبو الحسن بن البراء عن علي بن المديني .

                                                                          وقال نوح بن حبيب : مات سنة حج هشام بن عبد الملك ، وأظنه سنة سبع عشرة ومائة .

                                                                          [ ص: 436 ] روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية