الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء


                                                                          4852 - (ع) : قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي أبو رجاء البلخي البغلاني ، وبغلان قرية من قرى بلخ .

                                                                          قيل إن جده جميلا كان مولى للحجاج بن يوسف الثقفي ، وهو ابن أخي الوسيم بن جميل الثقفي .

                                                                          قال أبو أحمد بن عدي : اسمه يحيى بن سعيد . وقتيبة [ ص: 524 ] لقب .

                                                                          وقال أبو عبد الله بن منده : اسمه علي .

                                                                          وقال غيره : كان له أخ اسمه قديد بن سعيد .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن سعيد المدني (د) ، وإسحاق بن عيسى القشيري ابن بنت داود بن أبي هند (مد) ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وإسماعيل بن جعفر (خ م د س) ، وإسماعيل ابن علية (خ) ، وأبي ضمرة أنس بن عياض (خ) ، وأيوب بن جابر الحنفي (د) ، وأيوب بن النجار اليمامي (خ) ، وبكر بن مضر المصري (خ م د ت س) ، وجابر بن مرزوق ، وجرير بن عبد الحميد الضبي (خ م ت س) ، وجعفر بن سليمان الضبعي (م د ت س) ، وجنيد الحجام (س) ، وحاتم بن إسماعيل المدني (خ م د ت س) ، وحجاج بن محمد المصيصي (خ س) ، وحرب بن أبي العالية (س) ، وحفص بن غياث النخعي (ت س) ، وأبي أسامة حماد بن أسامة (خ) ، وحماد بن خالد الخياط (د) ، وحماد بن زيد (خ م د ت س) ، وحماد بن يحيى الأبح (ت) ، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي (خ د ت س) ، وخالد بن زياد الترمذي (ت س) ، وخالد بن عبد الله الواسطي (ت س) ، وخلف بن خليفة (م تم س) ، وداود بن عبد الرحمن العطار (خ د ت س) ، ورشدين بن سعد (ت) ، ورفاعة بن يحيى الزرقي (د ت س) ، وسالم بن [ ص: 525 ] نوح (س) ، وسعيد بن سليمان الواسطي ، وسعيد بن مزاحم (د س) مولى عمر بن عبد العزيز ، وسفيان بن عيينة (خ م ت س) ، وسهل بن يوسف (خ) ، وأبي الأحوص سلام بن سليم (خ م ت س) ، وشريك بن عبد الله النخعي (ت) ، وشهاب بن خراش ، وصالح بن موسى الطلحي (ت) ، وصفوان بن عيسى الزهري (د) ، وعباد بن عباد المهلبي (خ ت س) ، وأبي زبيد عبثر بن القاسم (خ ت س ق) ، وعبد الله بن إدريس ، وعبد الله بن جعفر المديني (ت) ، وعبد الله بن .الحارث المخزومي (ت) ، وعبد الله بن زيد بن أسلم (ت) ، وأبي صفوان عبد الله بن سعيد الأموي (خ د ت س) ، وعبد الله بن لهيعة (د ت) ، وعبد الله بن المبارك (ت) ، وعبد الله بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي سحبل ، وعبد الله بن نافع الصائغ (د ت س) ، وعبد الله بن وهب (4) ، وعبد الله بن يحيى التوأم (د) ، وعبد الحميد بن سليمان (ت) ، وعبد الرحمن بن أبي الرجال (د ت س) ، وعبد الرحمن بن أبي الموال (خ ت س) ، وعبد السلام بن حرب (ت س) ، وعبد العزيز بن أبي حازم المدني (خ م س) ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي (م د ت س) ، وعبد الكريم بن محمد الجرجاني (ت) ، وعبد الواحد بن زياد (خ م س) ، وعبد الوارث بن سعيد (ت س) ، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي (خ س) ، وعبيدة بن حميد (د ت س) ، والعطاف بن خالد المخزومي (ت س) ، وعمر بن هارون البلخي ، وعمرو بن محمد العنقزي (خت س) ، والعلاء بن خالد القرشي (ت) ، والفرج بن [ ص: 526 ] فضالة (د) ، وفضيل بن عياض (ر م س) ، والقاسم بن عبد الله بن عمر العمري ، والقاسم بن محمد بن حميد المعمري (عخ) ، وقزعة بن سويد (ت) ، وكثير بن عبد الله أبي هاشم الأبلي ، وكثير بن هشام ، والليث بن سعد (خ م د ت س) ، ومالك بن أنس (خ م د ت س) ، ومجمع ابن يعقوب الأنصاري (س) ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك (ت) ، ومحمد بن بكر البرساني ، ومحمد بن جعفر غندر (ت س) ، وأبي معاوية محمد بن خازم الضرير (خ ت) ، ومحمد بن ربيعة الكلابي (د ت) ، ومحمد بن سليمان بن الأصبهاني (ت) ، ومحمد ابن عبد الله الأنصاري (خ) ، ومحمد بن عبيد الطنافسي (س) ، ومحمد بن أبي عدي (س) ، ومحمد بن فضيل بن غزوان (خ) ، ومحمد بن موسى الفطري (د ت س) ، ومحمد بن يحيى بن قيس المأربي (د ت) ، ومحمد بن يزيد بن خنيس (ت) ، ومروان بن معاوية الفزاري (م ت) ، ومعاذ بن معاذ العنبري (ت ) ، ومعاوية بن عمار الدهني (م س) ، ومعن بن عيسى القزاز (د) ، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي (ع) ، والمفضل بن فضالة المصري (خ م د ت س) ، والمنكدر بن محمد بن المنكدر (بخ ت) ، والنضر بن كثير السعدي (د) ، ونوح بن قيس الحداني (د ت س) ، وهشيم بن بشير (خ) ، وعمه الوسيم بن جميل الثقفي ، وأبي عوانة الوضاح ابن عبد الله . (خ م د ت س) ، ووكيع بن الجراح (م ت) ، والوليد بن مسلم (ت) ، ويحيى بن سليم الطائفي (د س) ، وأبي المحياة يحيى بن يعلى التيمي ، ويحيى بن يعلى [ ص: 527 ] الأسلمي (ت) ، ويحيى ابن يمان (ت) ، ويزيد بن زريع (خ م س) ، ويزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ (س) ، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني (خ م د ت س) ، ويعلى بن شبيب المكي (ت) ، وأبي بكر بن شعيب بن الحبحاب (ت) ، وأبي بكر بن نافع القرشي الصغير .

                                                                          روى عنه : الجماعة سوى ابن ماجه ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأحمد بن حنبل (ت) ، وأحمد بن سعيد الدارمي (ت) ، وأحمد بن سيار المروزي ، وأحمد بن عبد الرحمن بن بشار النسائي ، وأبو حامد أحمد بن قدامة بن محمد بن عبد الله بن فرقد البلخي ، وأبو محمد إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل البستي القاضي ، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن نصر البشتي النيسابوري ، وإسحاق بن أبي عمران الإسفراييني الشافعي ، وجعفر بن محمد بن الحسن الفريابي ، وجعفر بن محمد بن سوار ، وجعفر ابن محمد بن شاكر الصائغ ، والحارث بن محمد بن أبي أسامة ، والحسن بن سفيان النسوي ، وأبو علي الحسن بن الطيب بن حمزة الشجاعي البلخي ، والحسن بن عرفة العبدي ، والحسن بن محمد ابن الصباح الزعفراني ، وحمد بن محمد بن زياد الكرميني ، وزكريا ابن يحيى السجزي (سي) ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وعباس بن عبد العظيم العنبري ، وعبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي ، وعبد الله بن الزبير الحميدي ، ومات قبله ، وابنه عبد الله بن قتيبة ابن سعيد ، وعبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني ، [ ص: 528 ] وأبو بكر عبد الله ابن محمد بن أبي شيبة (ق) ، ومات قبله ، وعبدان بن محمد بن عيسى المروزي الحافظ ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعلي بن طيفور بن غالب النسوي ، وعلي بن المديني ، ومات قبله ، وقيس بن أبي قيس البخاري ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، وأبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي السراج ، وهو آخر من حدث عنه ، ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي ، ومحمد بن حميد بن فروة ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومات قبله ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدويري - بفتح الدال قرية بخراسان - ومحمد بن علي الحكيم الترمذي ، ومحمد بن عمر ابن منصور البجلي ، ومحمد بن يحيى الذهلي (ق) ، وموسى بن هارون بن عبد الله الحمال ، وأبوه هارون بن عبد الله الحمال ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، ومات قبله ، ويحيى بن معين كذلك ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، ويوسف بن موسى القطان . قال أبو بكر الأثرم : وسمعته - يعني : أحمد بن حنبل - ذكر قتيبة فأثنى عليه ، وقال : هو آخر من سمع من ابن لهيعة .

                                                                          وقال أحمد بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين ، وأبو [ ص: 529 ] حاتم ، والنسائي : ثقة .

                                                                          زاد النسائي : صدوق .

                                                                          وقال أبو داود : قدم قتيبة بغداد سنة ست عشرة فجاءه أحمد ، ويحيى .

                                                                          وقال ابن خراش : صدوق .

                                                                          وقال أبو حاتم : حضرت قتيبة بن سعيد ببغداد ، وقد جاءه أحمد بن حنبل فسأله عن أحاديث فحدثه ثم جاءه أبو بكر بن أبي شيبة ، وابن نمير بالكوفة ليلة ، وحضرت معهما فلم يزالا ينتخبان عليه ، وأنتخب معهما إلى الصبح .

                                                                          وقال حمد بن محمد بن زياد الكرميني : قال لي قتيبة بن سعيد : ما رأيت في كتابي من علامة الحمرة فهو علامة أحمد بن حنبل ، وما رأيت فيه من الخضرة فهو علامة يحيى بن معين .

                                                                          [ ص: 530 ] وقال محمد بن حميد بن فروة : سمعت قتيبة يقول : انحدرت إلى العراق أول خروجي سنة اثنتين وسبعين ومائة ، وكنت يومئذ ابن ثلاث وعشرين .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه : سمعت قتيبة يقول : كنت في حداثتي أطلب الرأي فرأيت فيما يرى النائم أن مزادة دليت من السماء فرأيت الناس يتناولونها فلا ينالونها فجئت أنا ، فتناولتها فاطلعت فيها فرأيت ما بين المشرق والمغرب ، فلما أصبحت جئت إلى مخضع البزاز ، وكان بصيرا بعبارة الرؤيا فقصصت عليه رؤياي فقال : يا بني عليك بالأثر فإن الرأي لا يبلغ المشرق والمغرب إنما يبلغ الأثر . قال : فتركت الرأي وأقبلت على الأثر .

                                                                          وقال أحمد بن جرير اللال عن قتيبة : قال لي أبي : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم في يده صحيفة ، فقلت : يا رسول الله ما هذه الصحيفة ؟ قال : فيه أسامي العلماء . قلت : ناولني أنظر فيه اسم ابني قال : فنظرت فإذا فيه اسم ابني .

                                                                          وقال عبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني : قتيبة صدوق ، [ ص: 531 ] ليس أحد من الكبار إلا وقد حمل عنه بالعراق ، وحدث عنه أحمد بن حنبل ، وأبو خيثمة ، وعباس العنبري ، والحميدي بمكة . وسمعت عمرو بن علي يقول : مررت بمنى على قتيبة ، وعباس العنبري يكتب عنه فجزته ، ولم أحمل عنه فندمت .

                                                                          أخبرنا يوسف بن يعقوب الشيباني قال : أخبرنا زيد بن الحسن الكندي قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال : أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال : حدثني أبو الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن يعقوب الفقيه الإسفراييني قال : حدثنا محمد بن عبدك بن مهدي الإسفراييني قال : حدثنا إسحاق بن أبي عمران الشافعي قال : حدثنا أبو محمد المروزي الإسفراييني وراق محمود بن غيلان قال : حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري قال : حدثنا علي بن المديني قال : حدثنا أحمد بن حنبل قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الطفيل ، عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة تبوك فكان يؤخر الظهر حتى يدخل وقت العصر فيجمع بينهما .

                                                                          هذا حديث قتيبة رواه الناس عنه ، ولم يروه عن الليث غيره .

                                                                          وقد وقع لنا أعلى من هذه الرواية بست درجات .

                                                                          [ ص: 532 ] أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمعهما إلى العصر فيصليهما جميعا ، وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر ، والعصر جميعا ثم سار ، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء ، وإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب .

                                                                          وقد وقع لنا أعلى من هذه الرواية بدرجة أخرى ، ومن التي قبلها بسبع درجات .

                                                                          أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، وفاطمة بنت علي بن القاسم ابن الحافظ أبي القاسم ابن عساكر في جماعة قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال : أخبرنا أبو طالب بن غيلان البزاز قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري ببغداد بانتقاء أبي الحسن [ ص: 533 ] الدارقطني قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي قال : حدثنا قتيبة بن سعيد فذكر مثل حديث عبد الله بن أحمد عن أبيه عن قتيبة سواء . قال أبو العباس : قال قتيبة : عليه سبع علامات : علامة أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأبي خيثمة ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، والحميدي حتى عد سبعة .

                                                                          رواه أحمد بن حنبل كما تقدم ، وأبو داود ، والترمذي عن قتيبة فوافقناهم فيه بعلو .

                                                                          ورواه الترمذي أيضا عن عبد الصمد بن سليمان البلخي عن زكريا بن يحيى اللؤلؤي عن أبي بكر الأعين عن علي بن المديني عن أحمد بن حنبل عن قتيبة .

                                                                          فباعتبار هذه الرواية كأني لقيت الترمذي ، وسمعته منه ، وصافحته ، وكأن محمد بن نعيم الضبي المذكور في الإسناد الأول ، وهو الحاكم أبو عبد الله الحافظ سمعه مني ، وكانت وفاته في سنة خمس وأربع مائة [ ص: 534 ] قال الحاكم أبو عبد الله : هذا حديث رواته أئمة ثقات ، وهو شاذ الإسناد ، والمتن ثم لا نعرف له علة نعلله بها . فلو كان الحديث عند الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل لعللنا به الحديث . ولو كان عند يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير لعللنا به . فلما لم نجد العلتين خرج عن أن يكون معلولا ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أحد من أصحاب أبي الطفيل ، ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل غير أبي الطفيل فقلنا الحديث شاذ فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجبا من إسناده ، ومتنه ، ولم يبلغنا عن واحد منهم أنه ذكر للحديث علة . وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا الباب ، وحدثنا به عن أبي عبد الرحمن النسائي ، وهو إمام عصره عن قتيبة بن سعيد ، ولم يذكر أبو عبد الرحمن ، ولا أبو علي للحديث علة فنظرنا فإذا الحديث موضوع ، وقتيبة ثقة مأمون .

                                                                          قال الحاكم أبو عبد الله : حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن موسى بن عمران الفقيه قال : حدثنا محمد بن إسحاق [ ص: 535 ] ابن خزيمة قال : سمعت صالح بن - حفصويه نيسابوري صاحب حديث - يقول : سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول : قلت : لقتيبة مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل ؟ قال : مع خالد المدائني قال محمد بن إسماعيل : وكان خالد المدائني هذا يدخل الأحاديث على الشيوخ .

                                                                          وقال أبو داود : لا يروي هذا الحديث إلا قتيبة وحده .

                                                                          وقال الترمذي : حسن غريب تفرد به قتيبة لا نعلم أحدا رواه عن الليث غيره ، والمعروف حديث مالك ، وسفيان يعني عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك . فكان يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : لم يحدث به إلا قتيبة ، ويقال : إنه غلط . وإن موضع يزيد بن أبي حبيب أبو الزبير . وقال أبو بكر الخطيب : لم يرو حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل أحد عن الليث غير قتيبة ، وهو منكر جدا . [ ص: 536 ] من حديثه . ويرون أن خالدا المدائني أدخله على الليث ، وسمعه قتيبة معه فالله أعلم .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام المروزي : سمعت أحمد بن سيار بن أيوب المروزي يقول : أبو رجاء قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف مولى الحجاج بن يوسف ، وكان أبو رجاء يتولى ثقيفا ، ويذكر كرامة جده على الحجاج . قال : وكان الحجاج إذا جلس على سريره جلس جدي على كرسي عن يمينه ، وكان أبو رجاء رجلا ربعة أصلع حلو الوجه حسن اللحية ، واسع الرحل غنيا من ألوان الأموال من الدواب ، والإبل والبقر ، والغنم ، وكان كثير الحديث ، لقد قال لي : أقم عندي هذه الشتوة حتى أخرج إليك مائة ألف حديث عن خمسة أناسي . قلت : لعل أحدهم عمر بن هارون ؟ قال : لا . كنت كتبت عن عمر بن هارون وحده أكثر من ثلاثين ألفا ، ولكن وكيع بن الجراح ، وعبد الوهاب الثقفي ، وجرير الرازي ، ومحمد بن بكر البرساني ، وذهب علي الخامس ، وكان ثبتا فيما روى صاحب سنة وجماعة . قال : وسمعت أبا رجاء يقول : ولدت سنة خمسين ومائة ومات لليلتين [ ص: 537 ] خلتا من شعبان سنة أربعين ومائتين ، وهو في تسعين سنة من عمره . وكان كتب الحديث عن ثلاث طبقات : كتب عن الليث ، وابن لهيعة ، وبكر بن مضر ، ويعقوب الإسكندراني . ثم كتب عن وكيع ، وابن إدريس ، والعنقزي ، والثقفي ، والبرساني ، ونحوهم . ثم كتب بعد عن إسماعيل بن أبي أويس ، وسعيد بن سليمان .

                                                                          وقال موسى بن هارون : ولد سنة ثمان وأربعين ومائة سنة مات الأعمش ، وتوفي سنة أربعين ومائتين . قال : وسمعت قتيبة يقول : حضرت موت ابن لهيعة ومات سنة أربع وسبعين يعني ومائة ، وشهدت جنازته .

                                                                          قال أبو بكر الخطيب : حدث عنه نعيم بن حماد المروزي ، ومحمد بن إسحاق السراج وبين وفاتيهما خمس ، وقيل : أربع وثمانون سنة .

                                                                          وروى له ابن ماجه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية