الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 5 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                          4643 - (د ت) : عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس القرشي الهاشمي ، أبو العباس ، ويقال : أبو موسى ، المدني ثم البغدادي ، أخو داود بن علي ، وسليمان بن علي ، وعبد الصمد بن علي ، ومحمد بن علي ، وعم السفاح ، والمنصور . كان يكون بالشراة من أرض البلقاء ثم سكن بغداد ، وإليه ينسب قصر عيسى ، ونهر عيسى ، وقطيعة عيسى ببغداد .

                                                                          روى عن : أبيه علي بن عبد الله بن عباس (د ت) ، وأخيه محمد بن علي بن عبد الله بن عباس .

                                                                          [ ص: 6 ] روى عنه : ابنه إسحاق بن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس ، وابن أخيه جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ، وخالد بن عمرو القرشي ، وابنه داود بن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس ، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي (د ت) ، وعمر بن إبراهيم بن خالد القرشي الهاشمي ، وأبو عبد الله محمد بن سوار العنبري ، والمسور بن الصلت المدني ، وهارون الرشيد أمير المؤمنين ، وهشام بن يحيى بن يحيى الغساني .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة قال : وأمه أم ولد ، وهي أم داود بن علي ، وكان من أهل السلامة ، والعافية ، ولم يل لأهل بيته عملا حتى توفي ، وقد روي عنه ، ومات في خلافة المهدي .

                                                                          وقال حاتم بن الليث الجوهري : سئل يحيى بن معين عن عيسى بن علي ، فقال : ليس به بأس كان له مذهب جميل ، معتزلا للسلطان . روى هذا الحديث ، يعني : حديث يمن الخيل في شقرها ، وهو غريب عن أبيه عن جده ، وليس بقديم الموت ، وبلغني أنه مات في السنة التي مات فيها شعبة سنة أربع وستين ومائة .

                                                                          [ ص: 7 ] وقال عبد الله بن أبي سعد الوراق : ذكر محمد بن عبد الله بن مالك الخزاعي أن الرشيد قال لابنه : كان أبو العباس عيسى بن علي راهبنا ، وعالمنا أهل البيت ، ولم يزل في خدمة أبي محمد علي بن عبد الله إلى أن توفي ، ثم خدم أبا عبد الله إلى وقت وفاته ، ثم إبراهيم الإمام ، وأبا العباس ، والمنصور فحفظ جميع أخبارهم ، وسيرهم ، وأمورهم .

                                                                          وقال الأصمعي عن جعفر بن سليمان : سمعت عيسى بن علي يقول في مرضة مرضها ، وعاده الناس بمدينة السلام : إن في قصري الساعة لألف محمومة .

                                                                          قال إبراهيم بن عيسى بن المنصور : ولد سنة ثلاث وثمانين ، وتوفي سنة ثلاث وستين ومائة في خلافة المهدي ، عاش ثمانين سنة ، وصلى عليه المهدي قال : وقالوا ولد في سنة إحدى وثمانين ، وتوفي سنة أربع وستين ومائة ، ودفن في مقابر قريش ، وأمه بربرية اسمها لبابة .

                                                                          وقال إسماعيل بن علي الخطبي : توفي في سنة ثلاث وستين ومائة ، وصلى عليه موسى ابن المهدي ، ومشى في جنازته من قصر عيسى إلى مقابر قريش . وكانت سنه ثمان وسبعين سنة .

                                                                          [ ص: 8 ] وقال علي بن سراج المصري الحرسي الحافظ : توفي سنة أربع وستين ومائة حين عسكر المهدي بالبردان يريد الشام فرجع من معسكره فصلى عليه في مقابر قريش ، ورجع إلى عسكره .

                                                                          وذكر غيره : أنه مات سنة خمس وستين ومائة ، وهو ابن ثمان وستين سنة .

                                                                          روى له أبو داود ، والترمذي وقد وقع لنا حديثه عاليا جدا .

                                                                          أخبرنا به أحمد بن أبي الخير قال : أنبأنا أبو سعيد الراراني ، وأبو الحسن الجمال قالا : أخبرنا أبو علي الحداد قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : حدثنا أبو بكر بن الهيثم الأنباري قال : حدثنا جعفر بن محمد قال : حدثنا حسين بن محمد قال : حدثنا شيبان عن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يمن الخيل في شقرها ".

                                                                          رواه أحمد بن حنبل عن حسين بن محمد فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          [ ص: 9 ] ورواه أبو داود عن يحيى بن معين عن حسين بن محمد فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين .

                                                                          ورواه الترمذي عن عبد الله بن الصباح الهاشمي عن يزيد بن هارون عن شيبان فوقع لنا عاليا بدرجتين وقال : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث شيبان .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية