الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو علي الروذباري، قال: أنبأنا أبو بكر بن داسة، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا أبو توبة، قال: حدثنا معاوية بن سلام، عن زيد يعني ابن سلام، أنه سمع أبا سلام، قال: حدثنا السلولي، أنه حدثه سهل ابن الحنظلية " أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان عشية، فحضرت صلاة الظهر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل فارس فقال: يا رسول الله، إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم بظعنهم، ونعمهم، وشائهم [ ص: 126 ] اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله" ، ثم قال: "من يحرسنا الليلة؟" قال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله، قال: "فاركب" ، فركب فرسا له، وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه، ولا تغرن من قبلك الليلة" ، فلما أصبحنا، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال: "هل أحسستم فارسكم؟" قالوا: يا رسول الله، ما أحسسناه، فثوب بالصلاة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشعب، حتى إذا قضى صلاته وسلم، قال: "أبشروا، فقد جاءكم فارسكم" ، فجعلنا ننظر إلى الشجرة في الشعب، فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلم فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما فنظرت فلم أر أحدا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل نزلت الليلة؟" قال: لا، إلا مصليا أو قاضي حاجة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أوجبت، فلا عليك ألا تعمل بعدها".

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية