الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 334 ] باب رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسود العنسي، ومسيلمة الكذابين، وتصديق الله سبحانه رؤياه وما ظهر في ذلك من آثار النبوة

                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في الأمالي، أخبرني أبو جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم الحافظ بهمدان، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين ديزيل، حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب بن أبي حمزة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، حدثنا نافع بن جبير، عن ابن عباس ، قال: " قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده اتبعته، وقدمها في بشر كثير من قومه، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم قطعة جريد، حتى وقف على مسيلمة وأصحابه فقال: "إن سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني أراك الذي أريت فيه ما رأيت، وهذا ثابت بن قيس بن شماس يجيبك عني" ، ثم انصرف.

                                        قال ابن عباس، فسألت عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك الذي أريت فيه ما رأيت" ، فأخبرني أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب، فأهمني شأنهما، فأوحي إلي في المنام أن انفخهما، فنفختهما فطارا، فأولتهما: كذابين يخرجان من بعدي، فهذا أحدهما العنسي صاحب صنعاء، والآخر مسيلمة صاحب اليمامة ".


                                        [ ص: 335 ] رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان ورواه مسلم عن محمد بن سهل بن عسكر عن أبي اليمان.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية