الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، قال: حدثنا الحسن بن بشر الكوفي، قال: حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: " أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم فتح مكة إلا أربعة من الناس: عبد العزى بن خطل، ومقيس بن صبابة الكناني، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وأم سارة، فأما عبد العزى بن خطل فإنه قتل وهو آخذ بأستار الكعبة قال: ونذر رجل من الأنصار أن يقتل عبد الله بن سعد إذا رآه، وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له، فلما بصر به الأنصاري اشتمل على السيف ثم أتاه فوجده في حلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل الأنصاري يتردد ويكره أن يقدم عليه؛ لأنه في حلقة النبي صلى الله عليه وسلم، فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده فبايعه، ثم قال للأنصاري: "قد انتظرتك أن توفي نذرك" ، قال: يا رسول الله، هبتك، أفلا أومأت إلي، قال: "إنه ليس لنبي أن يومئ" .

                                        قال: وأما مقيس بن صبابة، فإنه كان له أخ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل خطأ، فبعث [ ص: 61 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم معه رجلا من بني فهر ليأخذ عقله من الأنصار، فلما جمع له العقل ورجع نام الفهري، فوثب مقيس فأخذ حجرا فجلد به رأسه فقتله، وأقبل يقول:


                                        شفى النفس أن قد بات بالقاع مسندا تضرج ثوبيه دماء الأخادع     وكانت هموم النفس من قبل قتله
                                        تلم وتنسيني وطاء المضاجع     قتلت به فهرا وغرمت عقله
                                        سراة بني النجار أرباب فارع     حللت به نذري وأدركت ثؤرتي
                                        وكنت إلى الأوثان أول راجع

                                        وأما أم سارة فإنها كانت مولاة لقريش، وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشكت إليه الحاجة فأعطاها شيئا، ثم أتاها رجل فبعث معها بكتاب إلى أهل مكة"
                                        فذكر قصة حاطب.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية