الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 165 ] باب إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقفول من الطائف ودعائه لثقيف بالهداية وإجابة الله تعالى دعاءه

                                        حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، رحمه الله إملاء، قال: أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة، قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة.

                                        (ح) وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمر، قال: حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا، قال: "إنا قافلون غدا إن شاء الله" ، فقال المسلمون: أنرجع ولم نفتحه؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اغدوا على القتال غدا" ، فأصابهم جراح، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا قافلون غدا إن شاء الله" ، فأعجبهم ذلك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم " رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن سفيان هكذا.

                                        وقال: عن عبد الله بن عمرو في بعض النسخ.

                                        وأخرجه البخاري عن علي بن المديني عن ابن عيينة، فقال: عن عبد الله بن عمر [ ص: 166 ] [ ص: 167 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة العنزي، قال: حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي العباس الشاعر الأعمى، عن عبد الله بن عمر، قال: لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا قال: "إنا قافلون إن شاء الله" فثقل عليهم، وقالوا: أنذهب ولم نفتحه؟ وذكر الحديث، قال علي: وقال سفيان مرة: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: حدثنا بهذا الحديث سفيان غير مرة عن عمرو، عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، لم يقل عبد الله بن عمرو بن العاص.

                                        رواه البخاري في الصحيح عن علي بن المديني.

                                        قال البخاري: قال الحميدي: حدثنا سفيان يعني، قال: حدثنا عمرو، قال: سمعت أبا العباس الأعمى، يقول: سمعت عبد الله بن عمر بن الخطاب، يقول: لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف، قال: "إنا قافلون إن شاء الله غدا" ، فقالوا: يا رسول الله، أنقفل قبل أن نفتحها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فاغدوا على القتال غدا إن شاء الله" ، قال: فغدوا على القتال فأصابهم جراحة شديدة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا قافلون غدا إن شاء الله" ، فكأنهم اشتهوا ذلك وسكتوا، قالوا: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 168 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، قال: أنبأنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، قال: أنبأنا بشر بن موسى، قال: حدثنا الحميدي، فذكره.

                                        وأخبرنا أبو عمرو الأديب قال: أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي، قال: أخبرنا المنيعي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن أبي العباس الشاعر الأعمى، عن عبد الله بن عمرو، قال ابن أبي شيبة: وسمعت ابن عيينة، يحدث به مرة أخرى عن ابن عمر، قال: حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف وذكر الحديث أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى السكري، ببغداد، قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، قال: حدثنا المفضل بن غسان الغلابي، أظنه عن يحيى بن معين، قال: أبو العباس الشاعر، عن عبد الله بن عمرو، وابن عمر في فتح الطائف، الصحيح ابن عمر واسم أبي العباس: السائب بن فروخ مولى بني كنانة.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية