الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو علي الروذباري، حدثنا أبو بكر بن داسة، حدثنا أبو داود.

                                        (ح) وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، حدثنا أحمد بن حنبل، ومسدد، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا قرة بن خالد، حدثنا حميد بن هلال، حدثنا أبو بردة، قال: قال أبو موسى : " أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني [ ص: 402 ] والآخر عن شمالي وكلاهما سأل العمل، والنبي صلى الله عليه وسلم يستاك، فقال: "ما تقول يا أبا موسى ، أو يا عبد الله بن قيس؟" قلت: والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما، وما شعرت أنهما يطلبان العمل، وكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته قلصت، قال: "لن نستعمل أو لا نستعمل على عملنا من أراده، ولكن اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس" ، فبعثه على اليمن ، ثم أتبعه معاذ بن جبل " قال: فلما قدم عليه معاذ، قال: انزل، وألقى له وسادة "، وإذا رجل عنده موثق، قال: ما هذا؟ قال: كان يهوديا فأسلم، ثم رجع دينه دين السوء، قال: لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله، قال: نعم، اجلس، قال: لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله، ثلاث مرات، فأمر به فقتل، ثم تذاكرا قيام الليل، فقال معاذ: أما أنا فأنام وأقوم أو أقوم وأنام، وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي رواه البخاري في الصحيح عن مسدد، ورواه مسلم عن أبي قدامة وغيره عن يحيى القطان وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو عمرو بن السماك، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد الحارثي، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، فذكره بنحوه إلا أنه قال: عن أبي موسى ، وقال: "إنا لا نستعمل" ، وقال: فلما قدم عليه ألقى وسادة، وقال: انزل، وقال: ثم راجع دينه من دين السوء فتهود ".

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية