الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        وأخبرنا أبو عبد الله، قال: حدثنا العباس، قال: حدثنا أحمد، قال: أنبأنا يونس، عن ابن إسحاق، قال: " وقد كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مولى لخالته فاختة بنت عمرو بن عائذ مخنث يقال له ماتع، يدخل على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون في بيته، ولا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يفطن بشيء من أمر النساء مما يفطن [ ص: 161 ] إليه الرجال، ولا يرى أن له في ذلك أربا، فسمعه وهو يقول لخالد بن الوليد: يا خالد، إن افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف فلا تفلتن منك بادية بنت غيلان، فإنها تقبل بأربع، وتدبر بثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع هذا منه: "لا أرى هذا الخبيث يفطن لما أسمع" ، ثم قال لنسائه: "لا يدخلن عليكم" ، فحجب عن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

                                        وفيما ذكر شيخنا أبو عبد الله الحافظ في الجزء الذي لم أجده من سماعي وقد أنبأني به إجازة أن أبا عبد الله الأصبهاني أخبره، قال: حدثنا الحسن بن الجهم، قال: حدثنا الحسين بن الفرج، قال: حدثنا الواقدي عن شيوخه، قالوا: " شاور رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه في حصن الطائف، فقال له سلمان الفارسي: يا رسول الله أرى أن تنصب المنجنيق على حصنهم فإنا كنا بأرض فارس ننصب المنجنيقات على الحصون، وتنصب علينا، فنصيب من عدونا، ويصيب منا بالمنجنيق فإن لم يكن منجنيق طال الثواء، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فعمل منجنيقا بيده، فنصبه على حصن الطائف، ويقال: قدم بالمنجنيق يزيد بن زمعة ودبابتين، ويقال: الطفيل بن عمرو، ويقال: خالد بن سعيد، قال: فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار فحرقت الدبابة، فأمر [ ص: 162 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع أعنابهم وتحريقها، فنادى سفيان بن عبد الله الثقفي: لم تقطع أموالنا؟ إما أن تأخذها إن ظهرت علينا، وإما أن تدعها لله وللرحم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإني أدعها لله وللرحم" ، فتركها.

                                        وقال بنو الأسود بن مسعود لأبي سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة: كلما رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعنا لله وللرحم، فكلماه، فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية