الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: قدم مقيس بن صبابة أخو هشام بن صبابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقد أظهر الإسلام يطلب بدم أخيه هشام، وكان قتله رجل من المسلمين يوم بني المصطلق ولا يحسبن إلا مشركا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما قتل أخوك خطأ، فأمر له بديته، فأخذها فمكث مع المسلمين شيئا، ثم عدا على قاتل أخيه فقتله، ثم لحق بمكة كافرا، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح بقتله وإن وجد تحت أستار الكعبة، فقتله رجل من قومه يقال له ثميلة بن عبد الله بين الصفا والمروة" وذكر ابن إسحاق أبياته يزيد وينقص " وبهذا الإسناد عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو عبيدة بن محمد بن [ ص: 62 ] عمار بن ياسر، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة وفرق جيوشه أمرهم أن لا يقتلوا أحدا إلا من قاتلهم إلا نفرا قد سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "اقتلوهم وإن وجدتموهم تحت أستار الكعبة" منهم: عبد الله بن خطل، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وإنما أمر بابن أبي سرح لأنه كان قد أسلم وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فرجع مشركا ولحق بمكة.

                                        قال ابن إسحاق: وإنما أمر بقتل عبد الله بن خطل من بني تيم بن غالب؛ لأنه كان مسلما، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا وبعث معه رجلا من الأنصار وكان معه مولى له يخدمه، وكان مسلما فنزل منزلا فأمر المولى أن يذبح تيسا ويصنع له طعاما، ونام فاستيقظ ولم يصنع له شيئا، فعدا عليه فقتله، ثم ارتد مشركا، وكانت له قينة وصاحبتها فكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بقتلهما معه.

                                        والحويرث وكان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقيس بن صبابة لقتله الأنصاري الذي قتل أخاه خطأ.

                                        وسارة مولاة لبعض بني عبد المطلب وكانت ممن تؤذيه بمكة.

                                        وعكرمة بن أبي جهل، فهرب وأسلمت امرأته ".

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية