باب الحاء والجيم وما يثلثهما
( حجر ) الحاء والجيم والراء أصل واحد مطرد ، وهو المنع والإحاطة على الشيء . فالحجر حجر الإنسان ، وقد تكسر حاؤه . ويقال حجر الحاكم على السفيه حجرا ; وذلك منعه إياه من التصرف في ماله . والعقل يسمى حجرا لأنه يمنع من إتيان ما لا ينبغي ، كما سمي عقلا تشبيها بالعقال . قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5هل في ذلك قسم لذي حجر . وحجر : قصبة اليمامة .
والحجر معروف ، وأحسب أن الباب كله محمول عليه ومأخوذ منه ، لشدته وصلابته . وقياس الجمع في أدنى العدد أحجار ، والحجارة أيضا له قياس ، كما يقال : جمل وجمالة ، وهو قليل . والحجر : الفرس الأنثى ; وهي تصان ويضن بها . والحاجر : ما يمسك الماء من مكان منهبط ، وجمعه حجران . وحجرة القوم : ناحية دارهم وهي حماهم . والحجرة من الأبنية معروفة . وحجر القمر ، إذا صارت حوله دارة .
ومما يشتق من هذا قولهم : حجرت عين البعير ، إذا وسمت حولها بميسم مستدير . ومحجر العين : ما يدور بها ، وهو الذي يظهر من النقاب . والحجر : حطيم
[ ص: 139 ] مكة ، هو المدار بالبيت . والحجر : القرابة . والقياس فيها قياس الباب ; لأنها ذمام وذمار يحمى ويحفظ . قال :
يريدون أن يقصوه عني وإنه لذو حسب دان إلي وذو حجر
والحجر : الحرام . وكان الرجل يلقى الرجل يخافه في الأشهر الحرم ، فيقول : حجرا ; أي حراما ; ومعناه حرام عليك أن تنالني بمكروه ، فإذا كان يوم القيامة رأى المشركون ملائكة العذاب فيقولون :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22حجرا محجورا ، فظنوا أن ذلك ينفعهم في الآخرة كما كان ينفعهم في الدنيا . ومن ذلك قول القائل :
حتى دعونا بأرحام لهم سلفت وقال قائلهم إني بحاجور
والمحاجر : الحدائق : واحدها محجر . قال
لبيد :
تروي المحاجر بازل علكوم
بَابُ الْحَاءِ وَالْجِيمِ وَمَا يَثْلِثُهُمَا
( حَجَرَ ) الْحَاءُ وَالْجِيمُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ مُطَّرِدٌ ، وَهُوَ الْمَنْعُ وَالْإِحَاطَةُ عَلَى الشَّيْءِ . فَالْحَجْرُ حَجْرُ الْإِنْسَانِ ، وَقَدْ تُكْسَرُ حَاؤُهُ . وَيُقَالُ حَجَرَ الْحَاكِمُ عَلَى السَّفِيهِ حَجْرًا ; وَذَلِكَ مَنْعُهُ إِيَّاهُ مِنَ التَّصَرُّفِ فِي مَالِهِ . وَالْعَقْلُ يُسَمَّى حِجْرًا لِأَنَّهُ يَمْنَعُ مِنْ إِتْيَانِ مَا لَا يَنْبَغِي ، كَمَا سُمِّيَ عَقْلًا تَشْبِيهًا بِالْعِقَالِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ . وَحَجْرٌ : قَصَبَةُ الْيَمَامَةِ .
وَالْحَجَرُ مَعْرُوفٌ ، وَأَحْسِبُ أَنَّ الْبَابَ كُلَّهُ مَحْمُولٌ عَلَيْهِ وَمَأْخُوذٌ مِنْهُ ، لِشِدَّتِهِ وَصَلَابَتِهِ . وَقِيَاسُ الْجَمْعِ فِي أَدْنَى الْعَدَدِ أَحْجَارٌ ، وَالْحِجَارَةُ أَيْضًا لَهُ قِيَاسٌ ، كَمَا يُقَالُ : جَمَلٌ وَجِمَالَةٌ ، وَهُوَ قَلِيلٌ . وَالْحِجْرُ : الْفَرَسُ الْأُنْثَى ; وَهِيَ تُصَانُ وَيُضَنُّ بِهَا . وَالْحَاجِرُ : مَا يُمْسِكُ الْمَاءَ مِنْ مَكَانٍ مُنْهَبِطٍ ، وَجَمْعُهُ حُجْرَانٌ . وَحَجْرَةُ الْقَوْمِ : نَاحِيَةُ دَارِهِمْ وَهِيَ حِمَاهُمْ . وَالْحُجْرَةُ مِنَ الْأَبْنِيَةِ مَعْرُوفَةٌ . وَحَجَّرَ الْقَمَرُ ، إِذَا صَارَتْ حَوْلَهُ دَارَةٌ .
وَمِمَّا يُشْتَقُّ مِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ : حَجَّرْتُ عَيْنَ الْبَعِيرِ ، إِذَا وَسَمْتَ حَوْلَهَا بِمِيسَمٍ مُسْتَدِيرٍ . وَمَحْجِرُ الْعَيْنِ : مَا يَدُورُ بِهَا ، وَهُوَ الَّذِي يَظْهَرُ مِنَ النِّقَابِ . وَالْحِجْرُ : حَطِيمُ
[ ص: 139 ] مَكَّةَ ، هُوَ الْمُدَارُ بِالْبَيْتِ . وَالْحِجْرُ : الْقَرَابَةُ . وَالْقِيَاسُ فِيهَا قِيَاسُ الْبَابِ ; لِأَنَّهَا ذِمَامٌ وَذِمَارٌ يُحْمَى وَيُحْفَظُ . قَالَ :
يُرِيدُونَ أَنْ يُقْصُوهُ عَنِّي وَإِنَّهُ لَذُو حَسَبٍ دَانٍ إِلَيَّ وَذُو حِجْرِ
وَالْحِجْرُ : الْحَرَامُ . وَكَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ يَخَافُهُ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ ، فَيَقُولُ : حِجْرًا ; أَيْ حَرَامًا ; وَمَعْنَاهُ حَرَامٌ عَلَيْكَ أَنْ تَنَالَنِي بِمَكْرُوهٍ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ رَأَى الْمُشْرِكُونَ مَلَائِكَةَ الْعَذَابِ فَيَقُولُونَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22حِجْرًا مَحْجُورًا ، فَظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ يَنْفَعُهُمْ فِي الْآخِرَةِ كَمَا كَانَ يَنْفَعُهُمْ فِي الدُّنْيَا . وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الْقَائِلِ :
حَتَّى دَعَوْنَا بِأَرْحَامٍ لَهُمْ سَلَفَتْ وَقَالَ قَائِلُهُمْ إِنِّي بِحَاجُورِ
وَالْمَحَاجِرُ : الْحَدَائِقُ : وَاحِدُهَا مَحْجِرٌ . قَالَ
لَبِيدٌ :
تُرْوِي الْمَحَاجِرَ بَازِلٌ عُلْكُومُ