الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الراء والياء وما يثلثهما

                                                          ( ريب ) الراء والياء والباء أصيل يدل على شك ، أو شك وخوف ، فالريب : الشك . قال الله جل ثناؤه : الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ، أي لا شك . ثم قال الشاعر :


                                                          فقالوا تركنا القوم قد حصروا به فلا ريب أن قد كان ثم لحيم

                                                          والريب : ما رابك من أمر . تقول : رابني هذا الأمر ، إذا أدخل عليك شكا وخوفا . وأراب الرجل : صار ذا ريبة . وقد رابني أمره . وريب الدهر : صروفه; والقياس واحد . قال :

                                                          [ ص: 464 ]

                                                          أمن المنون وريبه تتوجع     والدهر ليس بمعتب من يجزع

                                                          فأما قول القائل :


                                                          قضينا من تهامة كل ريب     ومكة ثم أجممنا السيوفا

                                                          فيقال : إن الريب الحاجة . وهذا ليس ببعيد; لأن طالب الحاجة شاك ، على ما به من خوف الفوت .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية