الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خيم ) الخاء والياء والميم أصل واحد يدل على الإقامة والثبات . فالخيمة معروفة ; والخيم : عيدان تبنى عليها الخيمة . قال :


                                                          فلم يبق إلا آل خيم منضد

                                                          ويقال خيم بالمكان : أقام به . ولذلك سميت الخيمة . والخيم : السجية ، بكسر الخاء ، لأن الإنسان يبنى عليها ، ويكون مرجعه أبدا إليها .

                                                          ومن الباب قولهم للجبان خائم ، لأنه من جبنه لا حراك به . ويقال قد خام يخيم . فأما قوله :

                                                          [ ص: 237 ]

                                                          رأوا فترة بالساق مني فحاولوا     جبوري لما أن رأوني أخيمها

                                                          فإنه أراد رفعها ، فكأنه شبهها بالخيم ، وهي عيدان الخيمة .

                                                          فأما الألف التي تجيء بعد الخاء في هذا الباب ، فإنها لا تخلو من أن تكون من ذوات الواو [ أو ] من [ ذوات ] الياء . فالخال الذي بالوجه هو من التلون الذي ذكرناه . يقال منه رجل مخيل ومخول . وتصغير الخال خييل فيمن قال مخيل ، وخويل فيمن قال مخول . وأما خال الرجل أخو أمه فهو من قولك خائل مال ، إذا كان يتعهده . وخال الجيش : لواؤه ، وهو إما من تغير الألوان ، وإما أن الجيش يراعونه وينظرون إليه كالذي يتعهد الشيء . والخال : الجبل الأسود فيما يقال ، فهو من باب الإبدال .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية