الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خوت ) الخاء والواو والتاء أصل واحد يدل على نفاذ ومرور بإقدام . يقال رجل خوات ، إذا كان لا يبالي ما ركب من الأمور . قال :

                                                          [ ص: 226 ]

                                                          لا يهتدي فيه إلا كل منصلت من الرجال زميع الرأي خوات

                                                          هذا هو الأصل . ثم يقال خاتت العقاب ، إذا انقضت ; وهي خائتة . قال أبو ذؤيب :


                                                          فألقى غمده وهوى إليهم     كما تنقض خائتة طلوب

                                                          ويقال : ما زال الذئب يختات الشاة بعد الشاة ، أي يختلها ويعدو عليها . فأما ما حكاه ابن الأعرابي من قولهم خات يخوت إذا نقض عهده ، فيجوز أن يكون من الباب ، كأنه نقض ومر في نهج غدره . ويجوز أن يكون التاء مبدلة من سين ، كأنه خاس ، فلما قلبت السين تاء غير البناء من يخيس إلى يخوت .

                                                          ومن ذلك خات الرجل وأنفض ، إذا ذهبت ميرته . وهو من السين . وكذلك خات الرجل إذا أسن . فأما قولهم إن التخوت التنقص فهو عندنا ، من باب الإبدال ، إما أن يكون من التخون أو التخوف ، وقد ذكرا في بابهما . ويقال فلان يتخوت حديث القوم ويختات ، إذا أخذ منه وتحفظ .

                                                          ومن الباب الأول هم يختاتون الليل ، أي يسيرون ويقطعون .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية