الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( دك ) الدال والكاف أصلان : أحدهما يدل على تطامن وانسطاح . من ذلك الدكان ، وهو معروف . قال العبدي :


                                                          كدكان الدرابنة المطين

                                                          [ ص: 259 ] ومنه الأرض الدكاء : وهي الأرض العريضة المستوية . قال الله تعالى : ( جعله دكاء ) . ومنه الناقة الدكاء ، وهي التي لا سنام لها .

                                                          قال الكسائي : الدك من الجبال : العراض ، واحدها أدك . وفرس أدك الظهر ، أي عريضه .

                                                          والأصل الآخر يقرب من باب الإبدال ، فكأن الكاف فيه قائمة مقام القاف . يقال دككت الشيء ، مثل دققته ، وكذلك دككته . ومنه دك الرجل فهو مدكوك ، إذا مرض . ويجوز أن يكون هذا من الأول ، كأن المرض مده وبسطه; فهو محتمل للأمرين جميعا .

                                                          والدكداك من الرمل كأنه قد دك دكا ، أي دق دقا . قال أهل اللغة : الدكداك من الرمل : ما التبد بالأرض فلم يرتفع . ومن ذلك حديث جرير بن عبد الله حين سأله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن منزله ببيشة ، فقال : " سهل ودكداك ، وسلم وأراك " .

                                                          ومن هذا الباب : دككت التراب على الميت أدكه دكا ، إذا هلته عليه . وكذلك الركية تدفنها . وقيل ذلك لأن التراب كالمدقوق .

                                                          ومما شذ عن هذين الأصلين قولهم ، إن كان صحيحا : أمة مدكة : قوية على العمل . ومن الشاذ قولهم : أقمت عنده حولا دكيكا ، أي تاما .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية