الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خلد ) الخاء واللام والدال أصل واحد يدل على الثبات والملازمة ، فيقال : خلد : أقام ، وأخلد أيضا . ومنه جنة الخلد . قال ابن أحمر :


                                                          خلد الحبيب وباد حاضره إلا منازل كلها قفر

                                                          ويقولون رجل مخلد ومخلد ، إذا أبطأ عنه المشيب . وهو من الباب ، لأن الشباب قد لازمه ولازم هو الشباب . ويقال أخلد إلى الأرض إذا لصق بها . [ ص: 208 ] قال الله تعالى : ولكنه أخلد إلى الأرض . فأما قوله تعالى : ويطوف عليهم ولدان مخلدون ، [ فهو ] من الخلد ، وهو البقاء ، أي لا يموتون . وقال آخرون : من الخلد ، والخلد : جمع خلدة وهي القرط . فقوله : مخلدون أي مقرطون مشنفون . قال :


                                                          ومخلدات باللجين كأنما     أعجازهن أقاوز الكثبان

                                                          وهذا قياس صحيح ، لأن الخلدة ملازمة للأذن .

                                                          والخلد : البال ، وسمي بذلك لأنه مستقر [ في ] القلب ثابت .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية