الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خيط ) الخاء والياء والطاء أصل واحد يدل على امتداد الشيء في دقة ، ثم يحمل عليه فيقال في بعض ما يكون منتصبا . فالخيط معروف . والخيط الأبيض : بياض النهار . والخيط الأسود : سواد الليل . قال الله تعالى : حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر . ويقال لما يسيل من لعاب الشمس : خيط باطل . قال : [ ص: 234 ]

                                                          غدرتم بعمرو يا بني خيط باطل ومثلكم بنى البيوت على غدر

                                                          فأما قولهم للذي بدا الشيب في رأسه خيط ، فهو من الباب ، كأن البادي من ذلك مشبه بالخيوط . قال الهذلي :


                                                          حتى تخيط بالبياض قروني

                                                          ويقال نعامة خيطاء; وخيطها طول عنقها . والخياطة معروفة ، فأما الخيط بالكسر ، فالجماعة من النعام ; وهو قياس الباب ; لأن المجتمع يكون كالذي خيط بعضه إلى بعض . وأما قول الهذلي :


                                                          تدلى عليها بين سب وخيطة     بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها

                                                          فقد قيل إن الخيطة الحبل . فإن كان كذا فهو القياس المطرد . وقد قيل الخيطة الوتد . وقد ذكرنا أن هذا مما حمل على الباب ; لأن فيه امتدادا في انتصاب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية