الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( رجب ) الراء والجيم والباء أصل يدل على دعم شيء بشيء وتقويته . من ذلك الترجيب ، وهو أن تدعم الشجرة إذا كثر حملها ، لئلا تنكسر أغصانها . ومن ذلك حديث الأنصاري : " أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب " يريد أن يعول على رأيه كما تعول النخلة على الرجبة التي عمدت بها .

                                                          ومن هذا الباب : رجبت الشيء ، أي عظمته . كأنك جعلته عمدة تعمده لأمرك ، يقال إنه لمرجب . والذي حكاه الشيباني يقرب من هذا; قال : الرجب : الهيبة . [ ص: 496 ] يقال رجبت الأمر ، إذا هبته . وأصل هذا ما ذكرناه من التعظيم ، والتعظيم يرجع إلى ما ذكرناه من السيد المعظم ، كأنه المعتمد والمعول . والكلام يتفرع بعضه من بعض كما قد شرحناه . ومن الباب رجب ، لأنهم كانوا يعظمونه; وقد عظمته الشريعة أيضا . فإذا ضموا إليه شعبان قالوا رجبان .

                                                          ومن الذي شذ عن الباب الأرجاب : الأمعاء . ويقال : إنه لا واحد لها من لفظها . فأما الرواجب فمفاصل الأصابع ، ويقال : بل الراجبة ما بين البرجمتين من السلامى بين المفصلين .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية