الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خرج ) الخاء والراء والجيم أصلان ، وقد يمكن الجمع بينهما ، إلا أنا سلكنا الطريق الواضح . فالأول : النفاذ عن الشيء . والثاني : اختلاف لونين .

                                                          فأما الأول فقولنا خرج يخرج خروجا . والخراج بالجسد . والخراج والخرج : الإتاوة ; لأنه مال يخرجه المعطي . والخارجي : الرجل المسود بنفسه ، من غير أن يكون له قديم ، كأنه خرج بنفسه ، وهو كالذي يقال :


                                                          نفس عصام سودت عصاما

                                                          والخروج : خروج السحابة ; يقال ما أحسن خروجها . وفلان خريج فلان ، [ ص: 176 ] إذا كان يتعلم منه ، كأنه هو الذي أخرجه من حد الجهل . ويقال ناقة مخترجة ، إذا خرجت على خلقة الجمل . والخروج : الناقة تخرج من الإبل ، تبرك ناحية ; وهو من الخروج . والخريج فيما يقال : لعبة لفتيان العرب ، يقال فيها : خراج خراج . قال الهذلي :

                                                          أرقت له ذات العشاء كأنه     مخاريق يدعى بينهن خريج

                                                          وبنو الخارجية : قبيلة ، والنسبة إليه خارجي .

                                                          وأما الأصل الآخر : فالخرج لونان بين سواد وبياض ; يقال نعامة خرجاء وظليم أخرج . ويقال إن الخرجاء الشاة تبيض رجلاها إلى خاصرتها .

                                                          ومن الباب أرض مخرجة ، إذا كان نبتها في مكان دون مكان .

                                                          وخرجت الراعية المرتع ، إذا أكلت بعضا وتركت بعضا . وذلك ما ذكرناه من اختلاف اللونين .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية