الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حرق ) الحاء والراء والقاف أصلان : أحدهما حك الشيء بالشيء مع حرارة والتهاب ، وإليه يرجع فروع كثيرة . والآخر شيء من البدن .

                                                          فالأول قولهم حرقت الشيء إذا بردت وحككت بعضه ببعض . والعرب تقول : " هو يحرق عليك الأرم غيظا " ، وذلك إذا حك أسنانه بعضها ببعض . والأرم هي الأسنان . قال :


                                                          نبئت أحماء سليمى إنما باتوا غضابا يحرقون الأرما

                                                          [ ص: 44 ] وقرأ ناس : لنحرقنه ثم لننسفنه ، قالوا : معناه لنبردنه بالمبارد . والحرق : النار . والحرق في الثوب . والحروقاء هذا الذي يقال له الحراق . وكل ذلك قياسه واحد .

                                                          ومن الباب قولهم للذي ينقطع شعره وينسل حرق . قال :


                                                          حرق المفارق كالبراء الأعفر

                                                          والحرقان : المذح في الفخذين ، وهو من احتكاك إحداهما بالأخرى . ويقال فرس حراق إذا كان يتحرق في عدوه . وسحاب حرق ، إذا كان شديد البرق . وأحرقني الناس بلومهم : آذوني . ويقال إن المحارقة جنس من المباضعة . وماء حراق : ملح شديد الملوحة .

                                                          وأما الأصل الآخر فالحارقة ، وهي العصب الذي يكون في الورك . يقال رجل محروق ، إذا انقطعت حارقته . قال :


                                                          يشول بالمحجن كالمحروق

                                                          [ ص: 45 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية