باب الخاء والدال وما يثلثهما
( خدر ) الخاء والدال والراء أصلان : الظلمة والستر ، والبطء والإقامة .
فالأول الخداري الليل المظلم . والخدارية : العقاب ، للونها . قال :
خدارية فتخاء ألثق ريشها سحابة يوم ذي أهاضيب ماطر
ويقال اليوم خدر . والليلة الخدرة : المظلمة الماطرة وقد أخدرنا ، إذا أظلنا المطر . قال :
فيهن بهكنة كأن جبينها شمس النهار ألاحها الإخدار
وقال :
ويسترون النار من غير خدر
[ ص: 160 ] ومثله أو قريب منه قول
طرفة :
كالمخاض الجرب في اليوم الخدر
ومن الباب الخدر خدر المرأة . وأسد خادر ، لأن الأجمة له خدر .
والأصل الثاني : أخدر فلان في أهله : أقام فيهم . قال :
كأن تحتي بازيا ركاضا أخدر خمسا لم يذق عضاضا
ومن الباب خدر الظبي : تخلف عن السرب . ويقال الخادر المتحير . ومن الباب خدرت رجله . وخدر الرجل ، وذلك من امذلال يعتريه .
قال
طرفة :
جازت الليل إلى أرحلنا آخر الليل بيعفور خدر
يقول : كأنه ناعس . ويقال للحمر بنات أخدر ، وهي منسوبة إليه ، ولهذا تسمى الأخدرية .
بَابُ الْخَاءِ وَالدَّالِ وَمَا يَثْلِثُهُمَا
( خَدِرَ ) الْخَاءُ وَالدَّالُ وَالرَّاءُ أَصْلَانِ : الظُّلْمَةُ وَالسَّتْرُ ، وَالْبُطْءُ وَالْإِقَامَةُ .
فَالْأَوَّلُ الْخُدَارِيُّ اللَّيْلُ الْمُظْلِمُ . وَالْخُدَارِيَّةُ : الْعُقَابُ ، لِلَوْنِهَا . قَالَ :
خُدَارِيَّةٍ فَتْخَاءَ أَلْثَقَ رِيشَهَا سَحَابَةُ يَوْمٍ ذِي أَهَاضِيبَ مَاطِرِ
وَيُقَالُ الْيَوْمُ خَدِرٌ . وَاللَّيْلَةُ الْخَدِرَةُ : الْمَظْلِمَةُ الْمَاطِرَةُ وَقَدْ أَخْدَرْنَا ، إِذَا أَظَلَّنَا الْمَطَرُ . قَالَ :
فِيهِنَّ بَهْكَنَةٌ كَأَنَّ جَبِينَهَا شَمْسُ النَّهَارِ أَلَاحَهَا الْإِخْدَارُ
وَقَالَ :
وَيَسْتُرُونَ النَّارَ مِنْ غَيْرِ خَدَرْ
[ ص: 160 ] وَمِثْلُهُ أَوْ قَرِيبٌ مِنْهُ قَوْلُ
طَرَفَةَ :
كَالْمَخَاضِ الْجُرْبِ فِي الْيَوْمِ الْخَدِرْ
وَمِنَ الْبَابِ الْخِدْرُ خِدْرُ الْمَرْأَةِ . وَأَسَدٌ خَادِرٌ ، لِأَنَّ الْأَجَمَةَ لَهُ خِدْرٌ .
وَالْأَصْلُ الثَّانِي : أَخْدَرَ فُلَانٌ فِي أَهْلِهِ : أَقَامَ فِيهِمْ . قَالَ :
كَأَنَّ تَحْتِي بَازِيًا رَكَّاضَا أَخْدَرَ خَمْسًا لَمْ يَذُقْ عَضَاضَا
وَمِنَ الْبَابِ خَدَرَ الظَّبْيُ : تَخَلَّفَ عَنِ السِّرْبِ . وَيُقَالُ الْخَادِرُ الْمُتَحَيِّرُ . وَمِنَ الْبَابِ خَدِرَتْ رِجْلُهُ . وَخَدِرَ الرَّجُلُ ، وَذَلِكَ مِنِ امْذِلَالٍ يَعْتَرِيهِ .
قَالَ
طَرَفَةُ :
جَازَتِ اللَّيْلَ إِلَى أَرْحُلِنَا آخِرَ اللَّيْلِ بِيَعْفُورٍ خَدِرْ
يَقُولُ : كَأَنَّهُ نَاعِسٌ . وَيُقَالُ لِلْحُمُرِ بَنَاتُ أَخْدَرَ ، وَهِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهِ ، وَلِهَذَا تُسَمَّى الْأَخْدَرِيَّةَ .