باب الراء والياء وما يثلثهما
( ريب ) الراء والياء والباء أصيل يدل على شك ، أو شك وخوف ، فالريب : الشك . قال الله جل ثناؤه :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=1الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ، أي لا شك . ثم قال الشاعر :
فقالوا تركنا القوم قد حصروا به فلا ريب أن قد كان ثم لحيم
والريب : ما رابك من أمر . تقول : رابني هذا الأمر ، إذا أدخل عليك شكا وخوفا . وأراب الرجل : صار ذا ريبة . وقد رابني أمره . وريب الدهر : صروفه; والقياس واحد . قال :
[ ص: 464 ] أمن المنون وريبه تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع
فأما قول القائل :
قضينا من تهامة كل ريب ومكة ثم أجممنا السيوفا
فيقال : إن الريب الحاجة . وهذا ليس ببعيد; لأن طالب الحاجة شاك ، على ما به من خوف الفوت .
بَابُ الرَّاءِ وَالْيَاءِ وَمَا يَثْلُثُهُمَا
( رَيَبَ ) الرَّاءُ وَالْيَاءُ وَالْبَاءُ أُصَيْلٌ يَدُلُّ عَلَى شَكٍّ ، أَوْ شَكٍّ وَخَوْفٍ ، فَالرَّيْبُ : الشَّكُّ . قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=1الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ، أَيْ لَا شَكَّ . ثُمَّ قَالَ الشَّاعِرُ :
فَقَالُوا تَرَكْنَا الْقَوْمَ قَدْ حَصَِرُوا بِهِ فَلَا رَيْبَ أَنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ
وَالرَّيْبُ : مَا رَابَكَ مِنْ أَمْرٍ . تَقُولُ : رَابَنِي هَذَا الْأَمْرُ ، إِذَا أَدْخَلَ عَلَيْكَ شَكًّا وَخَوْفًا . وَأَرَابَ الرَّجُلُ : صَارَ ذَا رِيبَةٍ . وَقَدْ رَابَنِي أَمْرُهُ . وَرَيْبُ الدَّهْرِ : صُرُوفُهُ; وَالْقِيَاسُ وَاحِدٌ . قَالَ :
[ ص: 464 ] أَمِنَ الْمَنُونِ وَرَيْبِهِ تَتَوَجَّعُ وَالدَّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ
فَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ :
قَضَيْنَا مِنْ تِهَامَةَ كُلَّ رَيْبٍ وَمَكَّةَ ثُمَّ أَجْمَمْنَا السُّيُوفَا
فَيُقَالُ : إِنَّ الرَّيْبَ الْحَاجَةُ . وَهَذَا لَيْسَ بِبَعِيدٍ; لِأَنَّ طَالِبَ الْحَاجَةِ شَاكٌّ ، عَلَى مَا بِهِ مِنْ خَوْفِ الْفَوْتِ .