[ ص: 3 ] بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الحاء
باب ما جاء من كلام العرب في المضاعف والمطابق أوله حاء ، وتفريع مقاييسه
( حد ) الحاء والدال أصلان : الأول المنع ، والثاني طرف الشيء .
فالحد : الحاجز بين الشيئين . وفلان محدود ، إذا كان ممنوعا . و " إنه لمحارف محدود " ، كأنه قد منع الرزق . ويقال للبواب حداد ، لمنعه الناس من الدخول . قال
الأعشى :
فقمنا ولما يصح ديكنا إلى جونة عند حدادها
وقال
النابغة في الحد والمنع :
إلا سليمان إذ قال المليك له قم في البرية فاحددها عن الفند
وقال آخر :
[ ص: 4 ] يا رب من كتمني الصعادا فهب له حليلة مغدادا
كان لها ما عمرت حدادا
أي يكون بوابها لئلا تهرب . وسمي الحديد حديدا لامتناعه وصلابته وشدته . والاستحداد : استعمال الحديد . ويقال حدت المرأة على بعلها وأحدت ، وذلك إذا منعت نفسها الزينة والخضاب . والمحادة : المخالفة ، فكأنه الممانعة . ويجوز أن يكون من الأصل الآخر .
ويقال : ما لي عن هذا الأمر حدد ومحتد ، أي معدل وممتنع . ويقال حددا ، بمعنى معاذ الله . وأصله من المنع . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت :
حددا أن يكون سيبك فينا زرما أو يجيئنا تمصيرا
وحد العاصي سمي حدا لأنه يمنعه عن المعاودة . قال
الدريدي : " يقال هذا أمر حدد ، أي منيع " .
وأما الأصل الآخر فقولهم : حد السيف وهو حرفه ، وحد السكين . وحد الشراب : صلابته . قال
الأعشى :
وكأس كعين الديك باكرت حدها
[ ص: 5 ] وحد الرجل : بأسه . وهو تشبيه .
ومن المحمول الحدة التي تعتري الإنسان من النزق . تقول حددت على الرجل أحد حدة .
[ ص: 3 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كِتَابُ الْحَاءِ
بَابُ مَا جَاءَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ فِي الْمُضَاعَفِ وَالْمُطَابِقِ أَوَّلُهُ حَاءٌ ، وَتَفْرِيعِ مَقَايِيسِهِ
( حَدَّ ) الْحَاءُ وَالدَّالُ أَصْلَانِ : الْأَوَّلُ الْمَنْعُ ، وَالثَّانِي طَرَفُ الشَّيْءِ .
فَالْحَدُّ : الْحَاجِزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ . وَفُلَانٌ مَحْدُودٌ ، إِذَا كَانَ مَمْنُوعًا . وَ " إِنَّهُ لَمُحَارَفٌ مَحْدُودٌ " ، كَأَنَّهُ قَدْ مُنِعَ الرِّزْقَ . وَيُقَالُ لِلْبَوَّابِ حَدَّادٌ ، لِمَنْعِهِ النَّاسَ مِنَ الدُّخُولِ . قَالَ
الْأَعْشَى :
فَقُمْنَا وَلَمَّا يَصِحْ دِيكُنَا إِلَى جَوْنَةٍ عِنْدَ حَدَّادِهَا
وَقَالَ
النَّابِغَةُ فِي الْحَدِّ وَالْمَنْعِ :
إِلَّا سُلَيْمَانَ إِذْ قَالَ الْمَلِيكُ لَهُ قُمْ فِي الْبَرِيَّةِ فَاحْدُدْهَا عَنِ الْفَنَدِ
وَقَالَ آخَرُ :
[ ص: 4 ] يَا رَبِّ مَنْ كَتَمَنِي الصِّعَادَا فَهَبْ لَهُ حَلِيلَةً مِغْدَادَا
كَانَ لَهَا مَا عَمِرَتْ حَدَّادَا
أَيْ يَكُونُ بَوَّابَهَا لِئَلَّا تَهْرُبَ . وَسُمِّيَ الْحَدِيدُ حَدِيدًا لِامْتِنَاعِهِ وَصَلَابَتِهِ وَشِدَّتِهِ . وَالِاسْتِحْدَادُ : اسْتِعْمَالُ الْحَدِيدِ . وَيُقَالُ حَدَّتِ الْمَرْأَةُ عَلَى بَعْلِهَا وَأَحَدَّتْ ، وَذَلِكَ إِذَا مَنَعَتْ نَفْسَهَا الزِّينَةَ وَالْخِضَابَ . وَالْمُحَادَّةُ : الْمُخَالَفَةُ ، فَكَأَنَّهُ الْمُمَانَعَةُ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْأَصْلِ الْآخَرِ .
وَيُقَالُ : مَا لِي عَنْ هَذَا الْأَمْرِ حَدَدٌ وَمُحْتَدٌّ ، أَيْ مَعْدَلٌ وَمُمْتَنَعٌ . وَيُقَالُ حَدَدًا ، بِمَعْنَى مَعَاذَ اللَّهِ . وَأَصْلُهُ مِنَ الْمَنْعِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15102الْكُمَيْتُ :
حَدَدًا أَنْ يَكُونَ سَيْبُكَ فِينَا زَرِمًا أَوْ يَجِيئَنَا تَمْصِيرًا
وَحَدُّ الْعَاصِي سُمِّيَ حَدًّا لِأَنَّهُ يَمْنَعُهُ عَنِ الْمُعَاوَدَةِ . قَالَ
الدُّرَيْدِيُّ : " يُقَالُ هَذَا أَمْرٌ حَدَدٌ ، أَيْ مَنِيعٌ " .
وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَقَوْلُهُمْ : حَدُّ السَّيْفِ وَهُوَ حَرْفُهُ ، وَحَدُّ السِّكِّينِ . وَحَدُّ الشَّرَابِ : صَلَابَتُهُ . قَالَ
الْأَعْشَى :
وَكَأْسٍ كَعَيْنِ الدِّيكِ بَاكَرْتُ حَدَّهَا
[ ص: 5 ] وَحَدُّ الرَّجُلِ : بَأْسُهُ . وَهُوَ تَشْبِيهٌ .
وَمِنَ الْمَحْمُولِ الْحِدَّةُ الَّتِي تَعْتَرِي الْإِنْسَانَ مِنَ النَّزَقِ . تَقُولُ حَدَدْتُ عَلَى الرَّجُلِ أَحِدُّ حِدَّةً .