الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الخاء والسين وما يثلثهما

                                                          ( خسف ) الخاء والسين والفاء أصل واحد يدل على غموض وغؤور ، وإليه يرجع فروع الباب . فالخسف والخسف . غموض ظاهر الأرض . قال الله تعالى : فخسفنا به وبداره الأرض .

                                                          ومن الباب خسوف القمر . وكان بعض أهل اللغة يقول : الخسوف للقمر ، والكسوف للشمس . ويقال بئر خسيف ، إذا كسر جيلها فانهار [ ص: 181 ] ولم ينتزح ماؤها . قال :


                                                          قليذم من العياليم الخسف

                                                          وانخسفت العين : عميت . والمهزول يسمى خاسفا ; كأن لحمه غار ودخل . ومنه : بات على الخسف ، إذا بات جائعا ، كأنه غاب عنه ما أراده من طعام . ورضي بالخسف ، أي الدنية . ويقال : وقع الناس في أخاسيف من الأرض ، وهي اللينة تكاد تغمض للينها .

                                                          ومما حمل على الباب قولهم للسحاب الذي [ يأتي ] بالماء الكثير خسيف ، كأنه شبه بالبئر التي ذكرناها . وكذلك قولهم ناقة خسيفة ، أي غزيرة . فأما قولهم إن الخسف الجوز المأكول فما أدري ما هو .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية