الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          934 - (بخ م 4) : جعفر بن برقان الكلابي مولاهم أبو [ ص: 12 ] عبد الله الجزري الرقي كان يسكن الرقة وقدم الكوفة .

                                                                          روى عن : ثابت بن الحجاج (د) ، وحبيب بن أبي مرزوق (ت س) ، وزياد بن الجراح (س) ، وشداد مولى عياض بن عامر العامري (د) ، وصالح بن مسمار البصري نزيل الجزيرة وعبد الله بن بشر الرقي (سي) ، وعبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب ، وعبد الأعلى بن الحكم الكلابي ، وعبد الملك بن أبي القاسم الرقي وعطاء بن أبي رباح (تم) ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وفرات بن سلمان الجزري ، وهو من أقرانه ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (4) سمع منه بالرصافة ، وميمون بن مهران (د ق) ، ونافع مولى ابن عمر ، والوليد بن زروان ، ويحيى بن راشد الليثي ، سمع منه بدمشق ، ويزيد بن الأصم (بخ م د ت ق) ، ويزيد بن أبي نشبة (د) ، وأبي حمزة مولى يزيد بن المهلب وأبي سكينة الحمصي .

                                                                          روى عنه : أصبغ بن محمد بن عمرو الرقي ابن أخي [ ص: 13 ] عبيد الله بن عمرو ، والحسين بن عياش الباجدائي ، وخالد بن حيان الرقي ، وزهير بن معاوية (د) ، وزيد بن أبي الزرقاء (د س) ، وأبو أسامة زيد بن علي بن دينار النخعي (س) ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن داود الخريبي ، وعبد الله بن المبارك (س) ، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي (سي) ، وعثمان بن فائد ، وعطاء بن مسلم الحلبي (تم) ، وعلي بن ثابت الجزري ، وعمر بن أيوب الموصلي (د ق) ، وعيسى بن يونس ، وأبو نعيم الفضل بن دكين (بخ) ، وكثير بن هشام (بخ م 4) ، ومحمد بن حمير وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير (د ق) ، ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحراني ، ومحمد بن عبد الله بن كناسة ، ومخلد بن يزيد الحراني ، ومسكين بن بكير (بخ) ، ومعمر بن راشد (م) ، ووكيع بن الجراح (م د ت) .

                                                                          قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه : إذا حدث عن غير الزهري فلا بأس به وفي حديث الزهري يخطئ .

                                                                          وقال أبو الحسن الميموني عن أحمد بن حنبل : أبو المليح ثقة ضابط لحديثه صدوق ، وهو عندي أضبط من جعفر بن برقان ، وجعفر بن برقان ثقة ضابط لحديث ميمون ، وحديث يزيد بن الأصم وهو في حديث الزهري يضطرب ، ويختلف فيه ، قال : وزعم أبو عبد الله أنه يرى أن جعفر بن برقان والشاميين والجزريين إنما حملوا عن الزهري برصافة هشام ; لأنه كان عند هشام مقيما بالرصافة وكان علمه في دواوين بني أمية ، [ ص: 14 ] وقال المفضل بن غسان الغلابي عن يحيى بن معين : كان جعفر بن برقان أميا وهو ثقة ، وقد روى عن يزيد بن الأصم أحاديث ،

                                                                          وقال في موضع آخر : ثقة ، ويضعف في روايته عن الزهري ،

                                                                          وقال في موضع آخر : ليس بذاك في الزهري .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : سمعت يحيى بن معين يقول : كان جعفر بن برقان أميا فقلت له : جعفر بن برقان كان أميا؟ قال : نعم ، فقلت له فكيف روايته ؟ فقال : كان ثقة صدوقا وما أصح روايته عن ميمون بن مهران وأصحابه ، فقلت : أما روايته عن الزهري ليست بمستقيمة ؟ قال : نعم وجعل يضعف روايته عن الزهري .

                                                                          وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن يحيى بن معين : ثقة فيما روى عن غير الزهري ، وأما ما روى عن الزهري فهو فيه ضعيف وكان أميا لا يكتب فليس هو مستقيم الحديث عن الزهري وهو في غير الزهري أصح حديثا .

                                                                          وقال عباس الدوري : عن يحيى بن معين كان أميا لا يقرأ ولا يكتب وكان رجل صدق ، وذكره بخير وليس هو في الزهري بشيء ،

                                                                          قال وسمعت يحيى يقول : قال أبو جعفر السويدي سمعت أهل الرقة يقولون : قال جعفر بن برقان اللهم أمتني قبل أن يدخل فلان الرقة فمات قبل أن يدخل بليلة .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي وعبد الله بن أحمد بن الدورقي عن يحيى بن معين ثقة [ ص: 15 ]

                                                                          وقال علي بن الحسين بن الجنيد عن محمد بن عبد الله بن نمير ثقة أحاديثه عن الزهري مضطربة .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا جعفر بن برقان ، وهو جزري ثقة وبلغني أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب وكان من الخيار .

                                                                          وقال محمد بن سعد كان ثقة صدوقا له رواية وفقه وفتوى في دهره وكان كثير الخطأ في حديثه .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي جزري ثقة .

                                                                          وقال النسائي : ليس بالقوي في الزهري وفي غيره لا بأس به .

                                                                          وقال الحاكم أبو عبد الله : حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر ، قال : سئل أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة عن أبي بكر الهذلي وجعفر بن برقان فقال : لا يحتج بواحد منهما إذا انفردا بشيء .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي عن أبي نعيم : قدم علينا جعفر بن برقان الكوفة ، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز سنة سبع وأربعين ومائة وكنا إذا خرجنا من عند جعفر دخل عليه سفيان الثوري .

                                                                          وقال حامد بن يحيى البلخي عن سفيان بن عيينة حدثنا [ ص: 16 ] جعفر بن برقان ، وكان ثقة بقية من بقايا المسلمين .

                                                                          وقال محمود بن خالد السلمي عن مروان بن محمد : جعفر بن برقان والله الثقة العدل .

                                                                          وقال أبو علي محمد بن سعيد القشيري سمعت أبا بكر بن صدقة يملي على بعض الشيوخ قال : قال سفيان الثوري ما رأيت أفضل من جعفر بن برقان .

                                                                          وقال أيضا حدثنا جعفر بن محمد بن حجاج القطان قال : سمعت عبيد بن جناد يقول : سمعت عطاء بن مسلم الخفاف يقول : قدمت الرقة فجلست في سوق الأحد فذكرت فضائل علي بن أبي طالب ، ثم عدوت على جعفر بن برقان فقال : يا عطاء بلغني أنك جلست مجلسا ذكرت رجلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بفضيلة لم تشرك معه غيره فقلت : يرحمك الله إن أخاك سفيان بن سعيد الثوري قال لي : إذا قدمت الرقة فاجلس في سوق الأحد واذكر فضائل علي عليه السلام فإن الإباضية بها كثير ، فقال جعفر : يا عطاء إذا جلست مجلسا فذكرت رجلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بفضيلة فأشرك معه غيره ، قال عبيد : وكانت سوق الأحد في غير هذا الموضع كانت عندنا بالرقة .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو محمد عبد الواسع بن عبد الكافي الأبهري قال أنبأنا الإمام أبو الفتح محمد بن أحمد بن المندائي الواسطي في كتابه إلينا منها قال أخبرنا أبو بكر محمد [ ص: 17 ] بن الحسين بن المزرفي ، قال : أخبرنا الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن سعيد الحراني الحافظ فذكره ،

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي ، وجعفر بن برقان : مشهور معروف في الثقات وقد روى عنه الناس الثوري فمن دونه وله نسخ يرويها عن ميمون بن مهران والزهري وغيرهما وهو ضعيف في الزهري خاصة وكان أميا ويقيم روايته عن غير الزهري وثبتوه في ميمون بن مهران وغيره وأحاديثه مستقيمة حسنة وإنما قيل ضعيف في الزهري ; لأن غيره عن الزهري أثبت منه ; أصحاب الزهري المعروفون : مالك ، وابن عيينة ، ويونس ، وشعيب ، وعقيل ، ومعمر ، فإنما أرادوا : أن هؤلاء أخص بالزهري وهم أثبت من جعفر بن برقان; لأن جعفرا ضعيف في الزهري لا غير .

                                                                          وقال أبو بكر البرقاني : قلت لأبي الحسن الدارقطني ، وأبو الحسين بن المظفر حاضر : جعفر بن برقان ؟ فقالا جميعا : قال أحمد بن حنبل : يؤخذ من حديثه ما كان عن غير الزهري فأما عنه فلا ، قلت قد لقيه فما بلاؤه ؟ قال الدارقطني ربما [ ص: 18 ] حدث الثقة عن ابن برقان عن الزهري ، ويحدثه الآخر عن ابن برقان عن رجل عن الزهري أو يقول : بلغني عن الزهري ، فأما حديثه عن ميمون بن مهران ، ويزيد بن الأصم فثابت صحيح .

                                                                          قال هلال بن العلاء الرقي : مات سنة خمسين أو إحدى وخمسين ومائة .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي : مات زمن أبي جعفر .

                                                                          وقال خليفة بن خياط ، وأحمد بن حنبل ، ومحمد بن سعد ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وأبو عروبة الحراني : مات سنة أربع وخمسين ومائة .

                                                                          وقال أبو عروبة في موضع آخر : حدثنا أبو موسى ، قال : سألت كثير بن هشام : جعفر بن برقان ممن كان ؟ قال : الكلابي من مواليهم وهلك جعفر لما قدم أبو جعفر الرقة ، وهو ذاهب إلى بيت المقدس وهذا من نحو أربع وأربعين سنة .

                                                                          قال أبو موسى : سنة أربع وخمسين ومائة روى له البخاري في الأدب والباقون .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية