الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          1160 - [تمييز] حرب بن ميمون العبدي ، أبو عبد الرحمن البصري العابد ، صاحب الأغمية .

                                                                          روى عن : إسماعيل بن مسلم المكي ، والجلد بن أيوب ، وحجاج بن أرطاة ، وخالد الحذاء ، وخويل ختن شعبة ، وشهاب بن خراش ، وعوف الأعرابي ، وهشام بن حسان .

                                                                          روى عنه : أحمد بن عبدة الضبي ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وبشر بن سيحان ، وحميد بن مسعدة ، والصلت بن مسعود ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود ، وعلي بن أبي هاشم بن طبراخ ، وكناه ، ومحمد بن عقبة السدوسي ، ومسلم بن إبراهيم ، ونسبه ، ونصر بن علي الجهضمي .

                                                                          قال عبد الله بن علي ابن المديني سمعت أبي ، وسئل عن [ ص: 533 ] حرب بن ميمون؟ فقال : ضعيف ، وحرب بن ميمون الأنصاري : ثقة .

                                                                          وقال عمرو بن علي : حرب بن ميمون الأصغر ضعيف الحديث ، وحرب بن ميمون الأكبر : ثقة .

                                                                          وقال ابن الغلابي : حرب بن ميمون الأنصاري ، روى عنه يونس بن محمد ، وقال أيضا : حرب بن ميمون صاحب الأغمية ، سمع منه أشباه أبي زكريا - يعني يحيى بن معين .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : حرب بن ميمون صاحب الأغمية صالح .

                                                                          وقال البخاري : حرب بن ميمون صاحب الأغمية ، قال سليمان بن حرب : هذا أكذب الخلق ، قال وقال لي محمد بن عقبة : كان مجتهدا .

                                                                          وقال أبو زرعة : حرب بن ميمون لين .

                                                                          وقال أبو حاتم : شيخ .

                                                                          وقال عبد الغني بن سعيد : حرب بن ميمون الأكبر أبو [ ص: 534 ] الخطاب ، وحرب بن ميمون الأصغر أبو عبد الرحمن صاحب الأغمية قال : وهذا مما وهم فيه البخاري ، وأول من نبهني على ذلك علي بن عمر ، وقال لي : إن مسلم بن الحجاج تبعه على ذلك ، وجعل الاثنين واحدا ، وقال لي : من ها هنا نستدل على أن مسلما تبع البخاري ، وأنه نظر في علمه فعمل عليه [ ص: 535 ] [ ص: 536 ] وقال أبو بكر بن منجويه ، ومنهم من ميز بين حرب بن ميمون صاحب الأغمية أبي عبد الرحمن ، وبين حرب بن ميمون أبي الخطاب وجعلهما اثنين ، وأنهما يقرنان ، وصاحب الأغمية يقال : إنه كان متعبدا .

                                                                          ذكرناه للتمييز بينهما ، وقد جمعهما غير واحد ، وفرق بينهما غير واحد ، وهو الصحيح إن شاء الله .

                                                                          أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي ابن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا يونس بن محمد ، قال : حدثنا حرب بن ميمون ، عن النضر بن أنس ، عن أنس بن مالك ، قال : قالت أم سليم اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل له إن رأيت أن تغدى عندنا فافعل ، فجئت فبلغته ، فقال : ومن عندي ؟ [ ص: 537 ] قلت : نعم ، فقال : انهضوا ، قال فجئت فدخلت على أم سليم ، وأنا مدهش لمن أقبل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقالت أم سليم : ما صنعت يا أنس؟ فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على إثر ذلك قال هل عندك سمن؟ قالت : نعم قد كان منه عندي عكة فيها شيء من سمن ، قال : فأت بها قالت : فجئته بها ففتح رباطها ، ثم قال بسم الله اللهم أعظم فيها البركة فقال : اقلبيها فقلبتها فعصرها نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يسمي قال فأخذت تقع قدرا فأكل منها بضع وثمانون رجلا ففضل فيها فضل ، فدفعها إلى أم سليم ، فقال : كلي وأطعمي جيرانك .

                                                                          رواه مسلم ، عن حجاج بن الشاعر ، عن يونس بن محمد ، عنه نحوه ، فوقع لنا بدلا عاليا ، وليس له في الصحيح غيره .

                                                                          وبه ، عن أنس قال : سألت نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة قال : أنا فاعل ، قال : فأين أطلبك يوم القيامة يا نبي الله؟ قال : اطلبني أول ما تطلبني على الصراط قال : قلت فإذا لم ألقك على الصراط؟ قال : فأنا عند الميزان قال قلت فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال : فأنا عند الحوض لا أخطئ هذه الثلاثة مواطن يوم القيامة .

                                                                          [ ص: 538 ] رواه الترمذي ، عن عبد الله بن الصباح ، عن بدل بن المحبر ، عنه نحوه ، وليس له في كتابه غيره ، ورواه ابن ماجه في " التفسير" ، عن عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن أبيه نحوه عنه ، ولم أجد له فيه غيره ، ووقع لنا عاليا .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية