الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          944 - (سي) : جعفر بن أبي طالب واسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي أبو عبد الله الطيار ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخو علي ، وعقيل ، وأم هانئ أسلم قديما ، وهاجر الهجرتين ، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على غزوة مؤتة بعد زيد بن حارثة ، واستشهد بها ، وهي بأرض البلقاء .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (سي) .

                                                                          روى عنه : ابنه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وعمرو بن العاص ، وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعض أهله (سي) .

                                                                          [ ص: 51 ] قال خليفة بن خياط : جعفر ، وعلي ، وعقيل ، بنو أبي طالب وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم ، استشهد جعفر يوم مؤتة بناحية الشام في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سبع ، وقال في موضع آخر : سنة ثمان وهو الصحيح .

                                                                          وقال محمد بن سعد عن هشام بن محمد بن السائب بن الكلبي عن أبيه : كان اسم أبي طالب عبد مناف وكان له من الولد طالب وعقيل وجعفر ، وكان بينه وبين عقيل في السن عشر سنين ، وهو قديم الإسلام من مهاجرة الحبشة ، وقتل يوم مؤتة شهيدا ، وهو ذو الجناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء ، وعلي بن أبي طالب وكان بينه وبين جعفر في السن عشر سنين ، وقال في الطبقة الثانية : جعفر بن أبي طالب وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم .

                                                                          قال محمد بن عمر : هاجر جعفر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ، ومعه امرأته أسماء بنت عميس ، وولدت له هناك عبد الله ، وعونا ، ومحمدا ، فلم يزل بأرض الحبشة حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، ثم قدم عليه جعفر من أرض الحبشة ، وهو بخيبر سنة سبع ، وكذلك قال محمد بن إسحاق .

                                                                          قال محمد بن عمر : وقد روي لنا أن أميرهم في الهجرة [ ص: 52 ] الثانية إلى أرض الحبشة جعفر بن أبي طالب ، وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني هاشم جعفر بن أبي طالب ، قتل يوم مؤتة شهيدا أميرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم له عقب ، وكان يقال : إنه أول من عقر من المسلمين دابته عند الحرب ، معه امرأته أسماء بنت عميس .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان ذكر إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن الحسن بن زيد أن عليا أول ذكر أسلم ، ثم أسلم زيد بن حارثة حب النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم جعفر بن أبي طالب ، وكان أبو بكر الرابع في الدخول في الإسلام ، أو الخامس .

                                                                          وقال عبد العزيز بن محمد الدراوردي : حدثني جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لجعفر بن أبي طالب بسهمه وأجره - يعني يوم بدر - .

                                                                          قال الواقدي : ولم يذكره أصحابنا .

                                                                          وقال كثير النواء عن عبد الله بن مليل : سمعت عليا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي سبعة نقباء نجباء ، وإني أعطيت أربعة عشر فعدني ، وابني وحمزة ، وجعفرا ، وأبا بكر [ ص: 53 ] وعمر وابن مسعود ، وحذيفة ، والمقداد ، وسلمان ، وعمارا ، وبلالا ، وأبا ذر .

                                                                          وقال عبد الله بن زياد اليمامي ، عن عكرمة بن عمار ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا معشر بني عبد المطلب سادة أهل الجنة أنا وحمزة ، وجعفر ، وعلي ، والحسن ، والحسين ، والمهدي .

                                                                          وقال مسعر عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه : لما قدم جعفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الحبشة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه ، وقال : ما أدري أنا بقدوم جعفر أسر أو بفتح خيبر ، وكانا في يوم واحد .

                                                                          وقال عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه عن ، جده عن ، علي قدم جعفر من أرض الحبشة في يوم فتح خيبر فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه ، وقال : ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ، وكذلك روي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه .

                                                                          [ ص: 54 ] وقال أبو إسحاق عن البراء : اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام - وذكر الحديث - قال فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فتبعته ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم ، فتناولها علي فأخذ بيدها ، وقال لفاطمة دونك بنت عمك احمليها ، فاختصم فيها علي ، وجعفر ، وزيد ، قال علي : أنا أخذتها وهي ابنة عمي ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد : ابنة أخي فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها ، وقال الخالة : بمنزلة الأم ، وقال لعلي : أنت مني وأنا منك ، وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخلقي ، وقال لزيد أنت أخونا ومولانا .

                                                                          وقال نافع عن ابن عمر : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قتل زيد فجعفر وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة . قال ابن عمر : كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى ووجدنا فيما أقبل من جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية .

                                                                          وقال إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي : كان ابن عمر [ ص: 55 ] إذا حيا ابن جعفر قال السلام عليك يا ابن ذي الجناحين .

                                                                          وقال أبو هريرة : ما احتذى النعال ولا انتعل ولا ركب الكور أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من جعفر بن أبي طالب .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري المقدسي ، وأبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني ، وأم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني ، وأم أحمد زينب بنت أحمد بن كامل بن عمر المقدسي ، قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة قال أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن الجراح الوزير ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا عيسى بن سالم الشاشي ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو الجزري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة قال : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره . ورواه وهيب بن خالد ، وعبد العزيز بن المختار ، وخالد [ ص: 56 ] بن عبد الله الواسطي ، عن خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة ، وزاد عبد العزيز في حديثه ، قال وأنشد أبو هريرة لحسان بن ثابت رضي الله عنهما .

                                                                          تأوبني هم بيثرب أعسر وهم إذا ما نوم الناس مسهر .

                                                                          لذكرى حبيب هيجت لي عبرة سفوحا وأسباب البكاء التذكر .

                                                                          أغر كصدر السيف من آل هاشم أبي إذا سيم الظلامة يجسر .

                                                                          رأيت خيار المؤمنين تواردوا شعوب وقد خلفت فيمن يؤخر .

                                                                          فلا يبعدن الله قتلى تبايعوا جميعا ونيران الحروب تسعر .

                                                                          غداة غدا بالمؤمنين يقودهم إلى الموت ميمون النقيبة أزهر .

                                                                          وكنا نرى في جعفر من محمد وقارا وأمرا حازما حين يأمر [ ص: 57 ]

                                                                          وما زال للإسلام من آل هاشم دعائم عز لا يزول ومفخر .

                                                                          بهاليل منهم جعفر وابن أمه علي ومنهم أحمد المتخير .

                                                                          وحمزة والعباس منهم ومنهم عقيل وماء العود من حيث يعصر .

                                                                          بهم تفرج اللأواء في كل مأزق عماس إذا ما ضاق بالناس مصدر .

                                                                          وهم أولياء الله نزل حكمه عليهم وفيهم الكتاب المطهر .

                                                                          وقال سعيد المقبري عن أبي هريرة كنا نسمي جعفر بن أبي طالب أبا المساكين ، قال وكان يذهب بنا إلى بيته فإذا لم يجد لنا شيئا أخرج إلينا عكة أثرها عسل فشققناها وجعلنا نلعقها [ ص: 58 ]

                                                                          وقال زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي : تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ، ومحمد بن أبي بكر ، فقال كل واحد منهما : أنا خير منك وأبي خير من أبيك ، فقال علي : اقضي بينهما يا أسماء؟ فقالت ما رأيت شابا من العرب كان خيرا من جعفر ، ولا رأيت كهلا كان خيرا من أبي بكر فقال علي : ما تركت لنا شيئا ولو قلت غير هذا لمقتك ، فقالت أسماء : والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه ، قال حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة بن عوف قال : والله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ، ثم تقدم فقاتل حتى قتل قال ابن إسحاق فهو أول من عقر في الإسلام وهو يقول : يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها . والروم روم قد دنا عذابها علي إن لاقيتها ضرابها .

                                                                          [ ص: 59 ] أخبرنا بذلك أبو محمد عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الأبهري ، فيما قرأته عليه عن كتاب أبي محمد عبد المجيب بن أبي القاسم بن أبي حرب بن زهير الحربي ، قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف اليوسفي ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص ، قال : أخبرنا رضوان بن أحمد بن جالينوس الصيدلاني ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، قال : حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق فذكره .

                                                                          وقال عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز ، عن أبيه : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جعفر بن أبي طالب ، فقال رجل : أنا والله أنظر إليه حين طعنه رجل ، فمشى إليه في الرمح ، فضربه فماتا جميعا ، فدمعت عين رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال سعدان بن الوليد بياع السابري ، عن عطاء ، عن ابن عباس بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه ، إذ قال : يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل ، مر فأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا قبل ممره بثلاث أو أربع فسلم ، فردي عليه السلام ، وقال : إنه لقي المشركين فأصابه في مقاديمه ثلاث وسبعون بين طعنة وضربة ، فأخذ اللواء بيده اليمنى فقطعت ، ثم أخذه بيده اليسرى فقطعت ، قال فعوضني الله من [ ص: 60 ] يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل في الجنة آكل من ثمارها ما شئت وذكر بقية الحديث ، قال : فلذلك سمي الطيار في الجنة .

                                                                          وقال الواقدي : حدثني مالك بن أبي الرجال ، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، عن أم عيسى الجزار ، عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر ، عن جدتها أسماء بنت عميس ، قالت : أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه ، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد هيأت أربعين منيئا من أدم ، وعجنت عجيني ، وأخذت بني فغسلت وجوههم ودهنتهم ، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أسماء أين بنو جعفر ؟ فجئت به إليهم فضمهم إليه وشمهم ، ثم ذرفت عيناه فبكى ، فقلت : أي رسول الله لعله بلغك عن جعفر شيء ؟ فقال : نعم ، قتل اليوم [ ص: 61 ] قالت : فقمت أصيح واجتمع إلي النساء ، قالت : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يا أسماء لا تقولي هجرا ولا تضربي صدرا ، قالت : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل على ابنته فاطمة وهي تقول : واعماه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على مثل جعفر فلتبك الباكية ! ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد سماعا ، وأبو علي بن أبي القاسم بن الحزيف إجازة ، قالا : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه ، قال : أخبرنا عبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية ، قال : أخبرنا محمد بن شجاع ابن الثلجي ، قال : أخبرنا محمد بن عمر الواقدي فذكره .

                                                                          وقال أبو شيبة إبراهيم بن عثمان : عن الحكم بن عتيبة ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا في الجنة مضرجة قوادمه بالدماء يطير في الجنة حيث شاء .

                                                                          وقال زمعة بن صالح : عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة البارحة ، فنظرت [ ص: 62 ] فيها فإذا جعفر يطير مع الملائكة ، وإذا حمزة متكئ على سرير ، وذكر ناسا من أصحابه .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري المقدسي ، وأبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني ، وأبو يحيى إسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد ابن العسقلاني ، وأم أحمد زينب بنت مكي بن علي الحراني ، قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزار ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الأنماطي ، قال : حدثنا أبو موسى ، قال : حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد ، قال : حدثنا زمعة فذكره .

                                                                          وقال الواقدي : خرج جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة سنة خمس من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، وقدم سنة سبع من الهجرة ، وقتل سنة ثمان من الهجرة بمؤتة .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : سنة ثمان : فيها وقعة مؤتة التي أصيب فيها جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة ، وعبد الله بن رواحة .

                                                                          وقال ابن إسحاق : عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمرة القضاء المدينة في ذي [ ص: 63 ] الحجة فأقام بالمدينة حتى بعث إلى مؤتة في جمادى من سنة ثمان .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : كانت سنه يوم قتل إحدى وأربعين سنة .

                                                                          وقال إسماعيل بن بهرام : حدثنا علي بن عبد الله من ولد جعفر الطيار أن جعفرا الطيار عمر ثلاثا وثلاثين سنة .

                                                                          وقال يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي النسابة : حدثنا داود ، وهو ابن القاسم ، قال : حدثني غير واحد عن جعفر بن محمد قال : قتل جعفر وهو ابن خمس وعشرين سنة ، قال داود : وبلغني عن غير جعفر بن محمد أنه قتل وهو ابن ثلاثين سنة ، قال داود : وحديث جعفر أصحهما عندنا .

                                                                          قال يحيى بن الحسن ، وقالت أسماء بنت عميس ترثي جعفر بن أبي طالب :


                                                                          يا جعفر الطيار خير مصرف للخيل يوم تطاعن وشياح     قد كنت لي جبلا ألوذ بظله
                                                                          فتركتني أمشي بأجرد ضاح     قد كنت ذات حمية ما عشت لي
                                                                          أمشي البراز وأنت كنت جناحي     وإذا دعت قمرية شجنا لها
                                                                          يوما على فنن بكيت صباحي     فاليوم أخشع للذليل وأتقي
                                                                          منه وأدفع ظالمي بالراح

                                                                          [ ص: 64 ] روى له : النسائي في " اليوم والليلة " حديثا واحدا من رواية ابنه عبد الله بن جعفر عن بعض أهله عنه في كلمات الفرج ، والمحفوظ في ذلك حديث عبد الله بن جعفر عن علي بن أبي طالب ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية