الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          1044 - (د س) : الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف الأموي أبو عمرو المصري الفقيه مولى محمد بن زبان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم ، رأى الليث بن سعد ، وسأله .

                                                                          وروى عن إسحاق بن بكر بن مضر ، وأشهب بن عبد العزيز ، وبشر بن عمر الزهراني ، وسعيد بن زكريا الآدم ، وسفيان [ ص: 282 ] ابن عيينة (س) ، وعبد الله بن وهب (د س) ، وعبد الرحمن بن القاسم (مد س) ، ويوسف بن عمرو الفارسي المصري (د س) .

                                                                          روى عنه : أبو داود ، والنسائي ، وإبراهيم بن أحمد بن محمد بن الحارث الكلابي ، وابنه أحمد بن الحارث بن مسكين ، وأحمد بن زاهر بن حرب ابن أخي زهير بن حرب ، وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، وأحمد بن يحيى بن جرير ، والحسن بن عبد العزيز الجروي ، وحمدان بن علي الوراق ، والعباس بن جعفر بن الزبرقان ، والعباس بن محمد البصري ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو بكر عبد الله بن أبي داود ، وأبو الحسين عبد الله بن محمد بن يونس السمناني ، وعبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد ، وعبيد الله بن محمد العمري القاضي أحد الضعفاء ، وأبو القاسم علي بن الحسن بن خلف بن قديد ، والقاسم بن المغيرة الجوهري ، وأبو بكر محمد بن زبان بن حبيب الحضرمي ، ويعقوب بن شيبة بن الصلت السدوسي ، ويعقوب بن يوسف بن عاصم البخاري .

                                                                          قال أبو مزاحم الخاقاني ، عن عمه أبي علي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان ، وسألته يعني أحمد بن حنبل عن الحارث بن مسكين قاضي مصر ، فقال فيه قولا جميلا ، وقال : ما بلغني عنه إلا خيرا .

                                                                          [ ص: 283 ] وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، عن يحيى بن معين : لا بأس به .

                                                                          وقال علي بن الحسين بن حبان : وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا : الحارث بن مسكين خير من أصبغ بن الفرج ، وأفضل وأفضل من عبد الله بن صالح كاتب الليث ، وكان أصبغ من أعلم خلق الله كلهم برأي مالك يعرفها مسألة مسألة متى قالها مالك ومن خالفه فيها .

                                                                          وقال النسائي : ثقة مأمون .

                                                                          وقال أبو بكر الخطيب فيما أخبرنا أبو العز الشيباني عن أبي اليمن الكندي عن أبي منصور القزاز عنه كان فقيها على مذهب مالك بن أنس ، وكان ثقة في الحديث ثبتا ، حمله المأمون إلى بغداد في أيام المحنة وسجنه لأنه لم يجب إلى القول بخلق القرآن ، فلم يزل ببغداد محبوسا إلى أن ولي جعفر المتوكل فأطلقه ، وأطلق جميع من كان في السجن ، وحدث ببغداد ورجع إلى مصر وكتب إليه المتوكل بعهده على قضاء مصر فلم يزل يتولاه من سنة سبع وثلاثين ومائتين إلى أن صرف عنه في سنة خمس وأربعين ومائتين .

                                                                          [ ص: 284 ] وبه قال الخطيب أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : حدثنا العباس بن يوسف الشكلي ، قال حدثني محمد بن نصر بن منصور ، قال : لما خرج الحارث بن مسكين من بغداد إلى مصر اغتم عليه أبو علي ابن الجروي غما شديدا ، فكتب إلى سعدان بن يزيد ، وهو مقيم بمصر يشكو ما نزل به من غم الفقد للحارث بن مسكين ، وكتب في أسفل كتابه . من كان يسليه نأي عن أخي ثقة فإنني غير سال آخر الأبد . وكيف ينساك من قد كنت راحته وموضع المشتكى في الدين والولد . كنت الخليل الذي نرجو النجاة به وكنت مني مكان الروح في الجسد . ففرقت بيننا الأقدار واضطرمت بالوجد والشوق نار الحزن في كبدي .

                                                                          قال فأجابه سعدان بن يزيد .

                                                                          أيها الشاكي إلينا وحشة من حبيب ناء عنه فبعد [ ص: 285 ]

                                                                          حسبك الله أنيسا فبه يأنس المرء إذ المرء سعد .

                                                                          كل أنس بسواه زائل وأنيس الله في عز الأبد .

                                                                          ولقد متعك الله به بضع عشر من سنين قد تعد .

                                                                          لو تراه وأبا زيد معا وهما للدين حصن وعضد .

                                                                          يدرسون العلم في مجلسهم وإذا جنهم الليل هجد .

                                                                          وإذا ما وردت معضلة . أسند القوم إليه ما ورد .

                                                                          نور الله بهم مسجدهم فهو للمسجد نور يتقد .

                                                                          وروى عن الحسن بن عبد العزيز الجروي أن رجلا كان من المسرفين على نفسه ، وأنه مات فرئي في المنام ، فقال : إن الله غفر لي بحضور الحارث بن مسكين جنازتي ، وإنه استشفع لي فشفع .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : كان فقيها على مذهب مالك ، أخذ الفقه عن ابن القاسم ، وابن وهب ، وكان يجالس برد بن نجيح صاحب مالك بن أنس وقعد في حلقة برد بعد موت برد ، ولد سنة أربع وخمسين ومائة وتوفي ليلة الأحد لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة خمسين ومائتين ، وصلى عليه يزيد بن عبد الله أمير كان على مصر وكبر عليه خمسا .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية