الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          940 - (ق) : جعفر بن الزبير الحنفي ، وقيل : الباهلي الشامي الدمشقي نزل البصرة .

                                                                          روى عن : سعيد بن المسيب ، وعبادة بن نسي ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، والقاسم أبي عبد الرحمن الشامي (ق) ، وأبي عبيد الله مسلم بن مشكم .

                                                                          روى عنه : إسرائيل بن يونس وتوبة بن نمر الحضرمي [ ص: 33 ] قاضي مصر وهو من أقرانه وحماد بن سلمة ، أو درست بن زياد ، وسهيل أبو زيد المخزومي ، وأبو يحيى صغدي بن سنان البصري ، وعباد بن عباد المهلبي ، والعباس بن الفضل الأنصاري ، وعبد الله بن خلف الطفاوي ، وعتبة بن حميد الضبي ، وعثمان بن الهيثم المؤذن ، وعصام بن طليق الطفاوي ، وعنبسة بن عبد الرحمن القرشي ، وعيسى بن يونس ، وأبو مالك محمد بن عيسى ، ومروان بن معاوية الفزاري (ق) ، ومعتمر بن سليمان ، ووكيع بن الجراح ، ويزيد بن هارون ، ويزيد بن يوسف الصنعاني ، وأبو معشر يوسف بن يزيد البراء .

                                                                          قال عباس الدوري عن يحيى بن معين : جعفر بن الزبير نزل البصرة وأصله شامي ، وكان مع عمران بن حدير في مسجد واحد .

                                                                          وقال أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان عن أبيه عن يحيى بن معين : كان مصلى جعفر بن الزبير في مسجدهم - يعني مسجد بني سدوس - وهو شامي يقولون مولى بني قتيبة .

                                                                          قال أبو أمية من باهلة : وهو شامي لا يكتب حديثه .

                                                                          وقال الفضل بن سهل الأعرج عن يزيد بن هارون عن حماد بن زيد : أدركت الناس مائلين على جعفر بن الزبير ، وعمران بن حدير ، إمام المسجد ما يأتيه أحد ، ثم مال الناس على عمران ، وبقي جعفر ما يأتيه أحد .

                                                                          [ ص: 34 ] وقال أحمد بن سعيد الدارمي عن يزيد بن هارون كان جعفر بن الزبير ، وعمران بن حدير في مسجد واحد مصلاهما ، وكان الزحام على جعفر بن الزبير ، وليس عند عمران أحد ، وكان شعبة يمر بهما فيقول : يا عجبا للناس اجتمعوا على أكذب الناس - يعني جعفرا - وتركوا أصدق الناس - يعني عمران - قال يزيد : فما أتى علينا إلا القليل حتى رأيت ذاك الزحام على عمران وتركوا جعفرا ، وليس عنده أحد .

                                                                          وقال أبو حاتم الرازي سمعت عثمان بن الهيثم يقول : دخلت جامع البصرة وإذا جعفر بن الزبير قد اجتمع عليه الناس وإذا عمران بن حدير قاعد وحده ، فقلت : يا عجباه ! أكذب الناس قد اجتمع عليه الناس ، وأصدق الناس قاعد وحده .

                                                                          وقال علي بن المديني عن غندر : رأيت شعبة راكبا على حمار فقيل له : أين تريد يا أبا بسطام؟ قال : أذهب فأستعدي على هذا - يعني جعفر بن الزبير - وضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أربع مئة حديث كذب .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة : حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي الثقة المأمون ، قال : رأيت شعبة مغضبا مبادرا فقلت : مه يا أبا بسطام؟ فأراني طينة في يده ، وقال : أستعدي على جعفر بن الزبير; فإنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          [ ص: 35 ] وقال أبو موسى محمد بن المثنى ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن حدثا عن جعفر بن الزبير شيئا قط .

                                                                          وقال صالح بن أحمد بن حنبل عن علي بن المديني : سمعت يحيى بن سعيد ذكر جعفر بن الزبير فقال : لو شئت أن أكتب عنه ألفي حديث لكتبت عنه ، قال : وكان يروي عن سعيد بن المسيب نحوا من أربعين حديثا وضعفه يحيى .

                                                                          وقال معاوية بن صالح ، وعباس الدوري عن يحيى بن معين : ليس بثقة ، وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن يحيى بن معين : ليس بشيء .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قرئ على أبي حديث عباد بن عباد فلما انتهى إلى حديث جعفر بن الزبير قال : اضرب على حديث جعفر بن الزبير ! وقال عمرو بن علي : متروك الحديث ، وكان رجلا صدوقا كثير الوهم .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله بن عمار : ضعيف .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : نبذوا حديثه ،

                                                                          وقال في موضع آخر : جعفر بن الزبير ، وبشر بن نمير ليسا ممن يحتج بهما على أحد من أهل العلم .

                                                                          [ ص: 36 ] وقال أبو زرعة : ليس بشيء لست أحدث عنه ، وأمر أن يضرب على حديثه .

                                                                          وقال أبو حاتم : كان ذاهب الحديث لا أرى أن أحدث عنه ، وهو متروك الحديث .

                                                                          وقال البخاري : ليس بذاك ، وقال في موضع آخر : متروك الحديث تركوه .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : ضعيف متروك مهجور .

                                                                          وقال النسائي ، والدارقطني : متروك الحديث .

                                                                          وقال النسائي في موضع آخر : ليس بثقة .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : ولجعفر أحاديث غير ما ذكرت عن القاسم وعامتها مما لا يتابع عليه ، والضعف على حديثه بين .

                                                                          وقال الحافظ أبو نعيم : لا يكتب حديثه ولا يساوي شيئا .

                                                                          روى عن : القاسم عن أبي أمامة غير حديث لا أصل له .

                                                                          وقال معاذ بن معاذ العنبري : حدثني قرة بن خالد ، قال وعندنا امرأة من الحي عرج بروحها فمكثت سبعا لا ترجع إلا أنهم يجدون عرقا ضاربا من وريدها قال ، ثم رجعت قال وقد كان جعفر بن الزبير مات في تلك الأيام قالت : رأيته في سماء الدنيا وأهل الأرض والملائكة يتباشرون به أعرفه في أكفانه وهم يقولون قد جاء المحسن قد جاء المحسن ، قال لي قرة اذهب فاسمعه منها قلت : وما أصنع أن أسمعه منها وقد [ ص: 37 ] حدثتنيه قال وكان جعفر صاحب غزو وهو شاب ، فلما أسن وكبر اجتهد في العبادة .

                                                                          روى له ابن ماجه حديثا واحدا في مس الذكر ، أخبرنا به أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري المقدسي ، وأبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني ، وأم أحمد زينب بنت مكي الحراني ، قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا الإمام أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور ، قال : أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن الجراح الوزير ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا كامل بن طلحة ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن جعفر بن الزبير ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنما هو حذية منك [ ص: 38 ] .

                                                                          رواه عن عمرو بن عثمان الحمصي عن مروان بن معاوية عن جعفر .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية