الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          1025 - (4) : الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني الخارفي ، أبو زهير الكوفي .

                                                                          قال البخاري : وقال بعضهم الحارث بن عبيد .

                                                                          [ ص: 245 ] وقال فيه أبو بكر بن أبي داود : الحوتي ، وحوت بطن من همدان .

                                                                          وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : يزعمون أنه ليس بهمداني ، يقولون : إنه من الأبناء يعني من أبناء فارس .

                                                                          روى عن : زيد بن ثابت ، وعبد الله بن مسعود (س) ، وعلي بن أبي طالب (4) ، وبقيرة امرأة سلمان الفارسي .

                                                                          روى عنه : أبو السفر سعيد بن يحمد الهمداني ، والضحاك بن مزاحم ، وعامر الشعبي (4) ، وعبد الله بن مرة (س) ، وعبد الكريم أبو أمية البصري ، وعطاء بن أبي رباح (عس) ، وعمرو بن مرة ، وأبو إسحاق الهمداني ، وأبو البحتري الطائي (عس) ، وابن أخيه (ت عس) ، ولم يسم .

                                                                          قال البخاري ، قال شعبة : لم يسمع أبو إسحاق من الحارث إلا أربعة أحاديث .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : لم يسمع أبو إسحاق من [ ص: 246 ] الحارث إلا أربعة أحاديث وسائر ذلك إنما هو كتاب أخذه .

                                                                          وقال مسلم بن الحجاج حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي ، قال : حدثني الحارث الأعور الهمداني وكان كذابا .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو محمد القاسم بن أبي بكر بن غنيمة الإربلي ، قال : أخبرنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي بنيسابور ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي (ح) ، وأخبرنا الحافظ أبو حامد محمد بن علي بن أحمد ابن الصابوني ، وأبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن محمد بن سليمان العامري ، وأبو بكر بن عمر بن يونس المزي ، قالوا : أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد ابن الحرستاني ، قال : أنبأنا أبو عبد الله الفراوي النيسابوري كتابة من نيسابور ، قال : أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي ، قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، قال : حدثنا مسلم بن الحجاج فذكره .

                                                                          وبه ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا جرير عن حمزة الزيات ، قال : سمع مرة الهمداني من الحارث شيئا زاد غيره فأنكره ، فقال : له اقعد بالباب قال فدخل مرة وأخذ سيفه قال وأحس الحارث بالشر فذهب .

                                                                          وبه ، قال حدثني حجاج بن الشاعر ، قال حدثني أحمد وهو ابن يونس ، قال : حدثنا زائدة عن منصور ، والمغيرة عن إبراهيم أن الحارث اتهم .

                                                                          [ ص: 247 ] وبه ، قال حدثني حجاج بن الشاعر ، قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زائدة عن الأعمش ، عن إبراهيم ، أن الحارث قال : تعلمت القرآن في ثلاث سنين والوحي في سنتين أو قال : الوحي في ثلاث سنين ، والقرآن في سنتين .

                                                                          وبه ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال : قال علقمة قرأت القرآن في سنتين ، فقال الحارث : القرآن هين الوحي أشد إلى هنا عن مسلم .

                                                                          وقال أبو معاوية الضرير ، عن محمد بن شيبة الضبي ، عن أبي إسحاق : زعم الحارث الأعور ، وكان كذابا .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال أبو بكر بن عياش : لم يكن الحارث بأرضاهم كان غيره أرضى منه وكانوا يقولون إنه صاحب كتب كذاب .

                                                                          وقال يوسف بن موسى عن جرير كان الحارث الأعور زيفا .

                                                                          وقال يحيى بن سعيد ، عن سفيان : كنا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة على حديث الحارث .

                                                                          [ ص: 248 ] وقال عمرو بن علي : كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي غير أن يحيى حدثنا يوما عن شعبة ، عن أبي إسحاق عن الحارث قال : لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ، فقال : هذا خطأ من حديث شعبة ، حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث ، عن عبد الله ، وهو الصواب ، قال : وكان يحيى يحدث عن الحارث من حديث أبي إسحاق ، عن عبد الله بن مرة ، عن الحارث ، ومن حديث الشعبي .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : سمعت أبي يقول : كان يحيى بن سعيد يحدث من حديث الحارث ما قال فيه أبو إسحاق : سمعت الحارث ، وكان ابن مهدي قد ترك حديث الحارث .

                                                                          وقال بندار : أخذ يحيى ، وعبد الرحمن العلم من يدي فضربا على نحو أربعين حديثا من حديث الحارث عن علي .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، سألت علي بن المديني عن عاصم والحارث ، فقال : يا أبا إسحاق مثلك يسأل عن ذا ؟! الحارث كذاب .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : سمعت أبي يقول : الحارث الأعور كذاب .

                                                                          [ ص: 249 ] وقال أيضا : قيل ليحيى بن معين : الحارث صاحب علي؟ فقال : ضعيف .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : قد سمع من ابن مسعود ، وليس به بأس .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي : سألت يحيى بن معين قلت : أي شيء حال الحارث في علي؟ قال : ثقة ، قال عثمان : ليس يتابع عليه .

                                                                          وقال أبو زرعة : لا يحتج بحديثه .

                                                                          وقال أبو حاتم : ليس بقوي ، ولا ممن يحتج بحديثه .

                                                                          وقال النسائي : ليس بالقوي ، وقال في موضع آخر : ليس به بأس .

                                                                          وقال شريك ، عن جابر الجعفي ، عن عامر الشعبي : لقد رأيت الحسن والحسين يسألان الحارث الأعور عن حديث علي .

                                                                          وقال إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن الشعبي : قال قيل له : كنت تختلف إلى الحارث؟ قال : نعم ، كنت أختلف إليه أتعلم الحساب كان أحسب الناس .

                                                                          وقال حفص بن غياث ، عن أشعث بن سوار ، عن ابن سيرين : أدركت الكوفة ، وهم يقدمون خمسة : من بدأ بالحارث [ ص: 250 ] الأعور ثنى بعبيدة ، ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث ، ثم علقمة الثالث لا شك فيه ، ثم مسروق ، ثم شريح ، قال : وإن قوما آخرهم شريح لقوم لهم شأن .

                                                                          وقال بكر بن خنيس عن محمد بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن بكير الطائي : لما أصيب علي رضي الله عنه ، فشت أحاديث ففزع لها من شاء الله من الناس ، فقالوا : من أعلم الناس بحديث علي ؟ فقالوا : الحارث الأعور فوجدوا الحارث قد مات فقالوا : من أعلم الناس بحديث الحارث؟ قالوا : ابن أخيه فأتوه فقالوا : هل سمعت الحارث يذكر في هذا شيئا ، وأخبروه بما سمعوا فقال : نعم سمعت الحارث يقول : فشت أحاديث في زمن علي رضي الله عنه ، فزعت فأتيت عليا ، فقال : ما جاء بك يا أعور ؟ فقلت : فشت أحاديث فجئت لها أنا من بعضها على يقين ، ومن بعضها في شك فقال : أما ما كنت منه على يقين فدعه ، وأما ما كنت منه في شك فهات ، فأخبرته بما يقولون من الإفراط ، فقال علي : إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أن أمته ستفتتن من بعده ، فقال له : فما المخرج لهم؟ يعني من ذلك ، فقال : في كتاب الله المبين الصراط المستقيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنـزيل من حكيم حميد الذي سمعته الجن فلم تتناه أن قالوا : إنا سمعنا قرآنا عجبا [ ص: 251 ] يهدي إلى الرشد الفصل وليس بالهزل ، الذي لا يخلق على كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، فيه نبأ من قبلكم ، وخبر معادكم ، وفصل ما بينكم ، من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن يأتيه من جبار فيحكم بغيره يقصمه الله ، ومن يطلب العلم في غيره يضله الله ، خذها مني يا أعور .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب ، قال : أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد ابن الحرستاني ، قال : أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي ، قال : أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمد الواسطي ، قال : أخبرنا أبو الحسين نسيم بن عبد الله قراءة عليه سنة سبع وستين وثلاث مئة ، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قال : حدثنا يوسف بن موسى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن بكر بن خنيس فذكره .

                                                                          وقال علي بن مجاهد عن أبي جناب الكلبي ، عن الشعبي ، شهد عندي ثمانية من التابعين الخير والخير منهم : سويد بن غفلة والحارث الهمداني حتى عد ثمانية أنهم سمعوا علي بن أبي طالب يقول : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الفداء إسماعيل بن إسحاق بن الحسين بن هبة الله بن صصرى ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد [ ص: 252 ] ابن يوسف الإوقي ببيت المقدس ، قال : أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني بالإسكندرية ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة الكاتب بأصبهان ، قال : أخبرنا علي بن أبي حامد الخرجاني ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ ، قال : حدثنا يوسف بن الحكم الخياط ، قال : حدثنا محمد بن بشير الكندي ، قال : حدثنا علي بن مجاهد فذكره .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي داود : الحارث كان أفقه الناس وأفرض الناس وأحسب الناس ، تعلم الفرائض من علي .

                                                                          قال البخاري : حدثنا مسلم قال : حدثنا شعبة عن أبي إسحاق : أن الحارث أوصى أن يصلي عليه عبد الله بن يزيد ، يعني الخطمي .

                                                                          [ ص: 253 ] روى له الأربعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية