الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          1024 - (م مد س) : الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ، واسمه عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المكي المعروف بالقباع ، ويقال : الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (مد) مرسلا وعن عمر بن [ ص: 240 ] الخطاب ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وحفصة بنت عمر (م س) ، وعائشة بنت أبي بكر الصديق (م) ، وأم سلمة أمهات المؤمنين ، وعن أم المؤمنين (م) ، قال بعض الرواة أراها حفصة .

                                                                          روى عنه : أبان بن القاسم ، وابن أخيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة ، وسعيد بن جبير ، وأبو قزعة ، سويد بن حجير الباهلي (م) ، وعامر الشعبي ، وعبد الله بن أبي أمية بن الحارث ، وعبد الله بن عبيد بن عمير (م) ، وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، وعبد ربه بن أبي أمية (مد) إن لم يكن أخا عبد الله بن أبي أمية ، فإنه هو ، وعبد الرحمن بن سابط (م) ، وعكرمة بن خالد المخزومي ، ومجاهد بن جبر المكي ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، والوليد بن عطاء بن خباب (م) .

                                                                          وروى سالم بن أبي الجعد (س) ، عن أخيه ، عن ابن أبي ربيعة ، عن حفصة .

                                                                          قال الزبير بن بكار : والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة الذي يقال له : القباع استعمله عبد الله بن الزبير على البصرة فمر بالسوق فرأى مكيالا فقال إن مكيالكم هذا لقباع ، فسماه أهل البصرة القباع قال وأم الحارث بن عبد الله بنت أبرهة حبشية .

                                                                          [ ص: 241 ] وذكر محمد بن سعد في الطبقة الأولى ممن روى عن عمر من أهل مكة ، وقال في موضع آخر : أمه أم ولد وكان قليل الحديث .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي ، قال ابن عياش : الأشراف من أبناء النصرانيات الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي .

                                                                          وقال الزبير بن بكار حدثني يحيى بن محمد ، قال حدثني المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة قال سبا عبد الله بن أبي ربيعة سبحا الحبشية ، وكانت نصرانية ، وسبا معها ست مائة من الحبش ، وهو عامل على اليمن ، لعثمان بن عفان فقالت : لي إليك ثلاث حوائج قال ما هي قالت : تعتق هؤلاء الضعفاء الذين معك قال ذلك لك فأعتق لها ست مائة من الحبش فقالت : ولا تمسني حتى تصير إلى بلدك ودارك ففعل ، وقالت : ولا تحملني على أن أغير ديني قال ، وذلك لك فقدم بها فولدت الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ، فلما ماتت حضر القرشيون وغيرهم من الناس لشهودها ، فقال : أدى الله الحق عنكم إن لها أهل ملة هم أولى بها منكم فانصرفوا عنها .

                                                                          وقال أيضا : حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال لم يكن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة يدري أن أمه على النصرانية حتى [ ص: 242 ] ماتت ، وحضر لها الناس فخرجت إليه مولاة له فسارته ، وقالت اعلم أنا وجدنا الصليب في عنق أمك حين جردناها لغسلها فقال للناس : انصرفوا أدى الله الحق عنكم فإن لها أهل ملة هم أولى بها منكم فانصرف الناس ، وكبر الحارث بما فعل من ذلك عند الناس .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا الوزير أبو القاسم علي بن طراد بن محمد الزينبي ، قال : أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص ، قال : أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي ، قال : حدثنا الزبير بن بكار فذكره .

                                                                          وقال البخاري : أخبرنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان ، قال : حدثنا حماد عن الشعبي أن الحارث بن أبي ربيعة ماتت أمه نصرانية فشيعها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال وزاد عبدان عن ابن المبارك قال : قال سفيان خرج عليهم فقال : إن لها أهل دين غيركم ، فقال معاوية : لقد ساد هذا .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي ، قال : أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل ابن الحرستاني ، قال : أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسن ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري فذكره .

                                                                          [ ص: 243 ] وقال محمد بن سعد أيضا استعمل عبد الله بن الزبير الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة على البصرة ، وكان رجلا سهاكا ، فمر بمكيال بالبصرة ، فقال : إن هذا لقباع صالح فلقبوه القباع ، وكان خطيبا عفيفا ، وكان فيه سواد لأن أمه كانت حبشية نصرانية فماتت فشهدها الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ، وشهدها معه الناس ، فكانوا ناحية وجاء أهل دينها فولوها وشهدها منهم جماعة كثيرة ، وكانوا على حده وفيه يقول : أبو الأسود الديلي لعبد الله بن الزبير . أمير المؤمنين أبا بكير أرحنا من قباع بني المغيرة . حمدناه ولمناه فأعيا علينا ما تمر له مريره . سوى أن الفتى بلح أكول وسهاك مخاطبه كثيره . كأنا حين جئناه أطفنا بضبعان تورط في حظيره .

                                                                          قال فعزله عبد الله بن الزبير عن البصرة ، وكانت ولايته عليها سنة واستعمل مكانه مصعب بن الزبير ، فقدم البصرة ، ثم تهيأ للخروج إلى المختار بن أبي عبيد .

                                                                          وقال الحميدي ، عن سفيان بن عيينة : سمعت أبي يقول [ ص: 244 ] أول من وضع وزن سبعة الحارث بن أبي ربيعة يعني العشرة عدد سبعة وزنا .

                                                                          روى له مسلم وأبو داود في "المراسيل " والنسائي ولم يسمه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية