الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 568 ] من اسمه حريز وحريش .

                                                                          1175 - (خ 4) : حريز بن عثمان بن جبر بن أحمر بن أسعد الرحبي المشرقي ، أبو عثمان ، ويقال : أبو عون الشامي [ ص: 569 ] الحمصي ، ورحبة بالفتح في حمير ، قدم بغداد زمن المهدي ، وحدث بها .

                                                                          روى عن : أبي الوليد أزهر بن راشد الهوزني ، وأيفع بن عبد الكلاعي ، وحبان بن زيد الشرعبي (بخ د) ، وحبيب بن صالح ، وحبيب بن عبيد الرحبي (مد) وخالد بن محمد الثقفي ، وخالد بن معدان ، وخمير بن يزيد الرحبي ، وراشد بن سعد (د) ، وسعيد بن مرثد الرحبي وسلمان بن سمير (بخ) ، وسليم بن عامر الخبائري (ت س) ، وأبي روح شبيب بن نعيم ، وشرحبيل بن شفعة الرحبي (ق) ، وشرحبيل بن مسلم الخولاني ، والضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب ، وطليق بن سمير الرعيني ، وعبد الله بن بسر المازني (خ) ، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن غابر الألهاني ، وعبد الأعلى بن عدي البهراني ، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي ، [ ص: 570 ] وعبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي (د س) ، وعبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي (د ق) ، وعبد الواحد بن عبد الله النضري (خ) ، وعلي بن أبي طلحة ، وعمرو بن شعيب ، وعمران بن محمد ، والقاسم بن محمد الثقفي ، والقاسم أبي عبد الرحمن الدمشقي ، ومعاوية بن يزيد الرحبي ، ونعيم بن نمحة ، وأبي الحسن نمران بن مخمر ، وأبي زياد يحيى بن عبيد الغساني ، ويزيد بن صليح الرحبي (د) ، وأبي مريم الحمصي صاحب القناديل .

                                                                          روى عنه : آدم بن أبي إياس ، وإسحاق بن سليمان الرازي (ق) ، وإسماعيل بن عياش ، وبشر بن بكر التنيسي ، وبقية بن الوليد (س) ، وبكر بن بكار البصري ، وثور بن يزيد الرحبي ، وهو من أقرانه ، وجنادة بن مروان ، والحارث بن النعمان بن سالم البزاز أبو النضر الأكفاني ، وحجاج بن محمد الأعور (د س) ، والحسن بن موسى الأشيب ، وأبو اليمان الحكم بن نافع البهراني ، وأبو [ ص: 571 ] همام سعيد بن أبي سعيد الزبيدي الحمصي ، أحد المجهولين ، وسفيان بن حبيب البصري ، وشبابة بن سوار المدائني ، وشعيب بن حرب ، وعباد بن عباد الخواص ، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني (د فق) ، وعبد الملك بن محمد الصنعاني ، وعتبة بن السكن الفزاري ، وعثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي ، وعصام بن خالد الحضرمي (خ) ، وعلي بن الجعد (د) ، وعلي بن حفص المدائني ، وعلي بن عياش الحمصي (خ) ، وعمر بن علي المقدمي ، وعمران بن أبان الواسطي وعيسى بن يونس (د) ، ومبشر بن إسماعيل الحلبي (د) ، ومحمد بن حمير ، ومحمد بن عثمان القرشي البصري (بخ) ، ومخلد بن يزيد ، ومسلمة بن علي الخشني ، ومعاذ بن معاذ العنبري ، ومعاوية بن عبد الرحمن الرحبي الحمصي ، ومعاوية بن عمرو الكلاعي ، والوليد بن مسلم (د س ق) ، والوليد بن هشام القحذمي البصري ، ويحيى بن أبي بكير الكرماني (ت) ، ويحيى بن سعيد العطار الحمصي ، ويحيى بن سعيد القطان ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، ويزيد بن هارون (ق) .

                                                                          ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة من أهل الشام .

                                                                          وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الخامسة .

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي ، عن علي بن عياش [ ص: 572 ] الحمصي : جمعنا حديث حريز بن عثمان في دفتر نحوا من مئتي حديث ، فأتيناه به ، فجعل يتعجب من كثرته ويقول : هذا كله عني مرتين .

                                                                          وقال أبو بكر البغدادي صاحب "تاريخ الحمصيين" : لم يكن له كتاب ، إنما كان يحفظ لا يختلف فيه ثبت في الحديث .

                                                                          وقال البخاري : قال محمد بن المثنى : حدثنا معاذ بن معاذ ، قال : حدثنا حريز بن عثمان أبو عثمان ، ولا أعلم أني رأيت أحدا من أهل الشام أفضله عليه .

                                                                          قال البخاري : وقال أبو اليمان : كان حريز يتناول من رجل ، ثم ترك يعني عليا رضي الله عنه .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي حدثنا ابن أبي عصمة ، قال : حدثنا أحمد بن أبي يحيى قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : حديث حريز نحو من ثلاث مائة ، وهو صحيح الحديث ، إلا أنه يحمل على علي .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود ، سألت أحمد بن [ ص: 573 ] حنبل عن حريز فقال : ثقة ثقة ثقة .

                                                                          وقال الحسين بن إدريس الأنصاري عن أبي داود سمعت أحمد قال : ليس بالشام أثبت من حريز إلا أن يكون بحير ، قيل لأحمد : فصفوان ، قال حريز : ثقة .

                                                                          قال ، وقال أبو داود سمعت أحمد ، وذكر له حريز ، وأبو بكر بن أبي مريم وصفوان فقال : ليس فيهم مثل حريز ليس أثبت منه ، ولم يكن يرى القدر ، قال وسمعت أحمد مرة أخرى يقول : حريز : ثقة ثقة .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، ومعاوية بن صالح ، والمفضل بن غسان الغلابي ، وعباس الدوري ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، عن يحيى بن معين : عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وأبو بكر بن أبي مريم ، وحريز بن عثمان هؤلاء ثقات .

                                                                          وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة : وسئل علي بن المديني عن حريز بن عثمان فقال : لم يزل من أدركناه من أصحابنا يوثقونه .

                                                                          [ ص: 574 ] وقال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم : حريز بن عثمان حمصي جيد الإسناد صحيح الحديث .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان عن دحيم ثور ، وحريز ، وأرطاة كل هؤلاء : ثقة .

                                                                          وقال أبو حاتم : سمعت دحيما يثني على حريز .

                                                                          وقال الأحوص بن المفضل بن غسان ، عن أبيه ، ويقال : في حريز بن عثمان مع تثبته إنه كان سفيانيا ، وقال في موضع آخر : حريز بن عثمان ثبت .

                                                                          ، وقال أحمد بن عبد الله العجلي : شامي ثقة ، وكان يحمل على علي .

                                                                          وقال عمرو بن علي : كان ينتقص عليا وينال منه ، وكان حافظا لحديثه ، سمعت يحيى يحدث عن ثور عنه .

                                                                          وقال في موضع آخر : ثبت شديد التحامل على علي .

                                                                          [ ص: 575 ] وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي : يتهمونه أنه كان ينتقص عليا ، ويروون عنه ، ويحتجون بحديثه ، وما يتركونه .

                                                                          وقال أبو حاتم : حسن الحديث ، ولم يصح عندي ما يقال في رأيه ، ولا أعلم بالشام أثبت منه ، هو أثبت من صفوان بن عمرو ، وأبي بكر بن أبي مريم ، وهو : ثقة متقن .

                                                                          وقال أحمد بن سليمان الرهاوي سمعت يزيد بن هارون يقول : وقيل له كان حريز يقول : لا أحب عليا قتل آبائي قال لم أسمع هذا منه كان يقول : لنا إمامنا ولكم إمامكم .

                                                                          وقال الحسن بن علي الخلال قلت ليزيد بن هارون : هل سمعت من حريز بن عثمان شيئا تنكره عليه من هذا الباب ؟ قال إني سألته أن لا يذكر لي شيئا من هذا مخافة أن أسمع منه شيئا يضيق علي الرواية عنه ، قال : وأشد شيء سمعته يقول : لنا أمير ولكم أمير يعني لنا معاوية ، ولكم علي فقلت ليزيد : فقد آثرنا على نفسه ؟ قال : نعم .

                                                                          [ ص: 576 ] وقال الخلال أيضا : حدثنا عمران بن أبان قال : سمعت حريز بن عثمان يقول : لا أحبه قتل آبائي يعني عليا .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الله قال : سمعت بعض أصحابنا يذكر عن يزيد بن هارون قال ، قال حريز بن عثمان : لا أحب من قتل لي جدين .

                                                                          وقال أحمد بن سعيد الدارمي ، عن أحمد بن سليمان المروزي : حدثنا إسماعيل بن عياش قال : عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسب عليا ويلعنه .

                                                                          وقال محمد بن عمرو العقيلي : حدثنا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس ، قال : حدثنا يحيى بن المغيرة قال ذكر جرير أن حريزا كان يشتم عليا على المنابر .

                                                                          وقال أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش المقرئ حدثنا مسيح بن حاتم ، قال : حدثنا سعيد بن سافري الواسطي ، قال : كنت في مجلس أحمد بن حنبل فقال له رجل يا أبا عبد الله : رأيت يزيد بن هارون في النوم فقلت له : ما فعل الله [ ص: 577 ] بك قال : غفر لي ورحمني ، وعاتبني فقلت غفر لك ، ورحمك ، وعاتبك ؟ قال : نعم قال لي يا يزيد بن هارون كتبت عن حريز بن عثمان؟ فقلت يا رب العزة ما علمت إلا خيرا؟ قال : إنه كان يبغض أبا الحسن علي بن أبي طالب؟ وقد روي هذا المنام عن يزيد بن هارون من غير وجه .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، فيما أخبرنا أبو العز الشيباني ، عن أبي اليمن الكندي ، عن أبي منصور القزاز عنه أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه بن أبرك الهمذاني ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي ، قال : حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن يونس بن نعيم البغدادي بها ، قال حدثني أبو علي الحسين بن أحمد بن علي المالكي ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك ، قال : حدثنا إسماعيل بن عياش قال : سمعت حريز بن عثمان قال هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى حق ، ولكن أخطأ السامع قلت فما هو؟ فقال : إنما هو أنت مني مكان قارون من موسى قلت : عن من ترويه؟ قال : سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله ، وهو على المنبر قال الحافظ أبو بكر الخطيب عبد الوهاب بن الضحاك كان معروفا بالكذب في الرواية فلا يصح الاحتجاج بقوله .

                                                                          [ ص: 578 ] وبه قال : أخبرني السكري قال : أخبرني محمد بن عبد الله الشافعي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر ، قال : حدثنا ابن الغلابي ، قال : حدثنا يحيى بن معين قال : سمعت علي بن عياش قال : سمعت حريز بن عثمان يقول لرجل : ويحك أما خفت الله حكيت عني أني أسب عليا والله ما أسبه وما سببته قط .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، قال : أخبرنا يوسف بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن عمرو العقيلي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال حدثني شبابة قال : سمعت حريز بن عثمان قال له رجل يا أبا عثمان بلغني أنك لا تترحم على علي قال فقال له اسكت ما أنت وهذا ، ثم التفت إلي فقال : رحمه الله مائة مرة .

                                                                          وقال مكحول البيروتي حدثنا جعفر بن أبان قال : سمعت علي بن عياش ، وسأله رجل من أهل خراسان عن حريز هل كان يتناول عليا؟ فقال : أنا سمعته يقول : إن أقواما يزعمون أني أتناول عليا معاذ الله أن أفعل ذلك ، حسيبهم الله .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي داود عن معاوية بن عبد الرحمن الرحبي الحمصي ، سمعت حريز بن عثمان ، ويكنى أبا عثمان ، وكان أبيض الرأس واللحية ، وكان له جمة إلى شحمة أذنيه يقول : لا تعاد أحدا حتى تعلم ما بينه وبين الله ، فإن يكن محسنا [ ص: 579 ] فإن الله لا يسلمه لعداوتك ، وإن يكن مسيئا فأوشك بعمله أن يكفيكه .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : وحريز بن عثمان من الأثبات في الشاميين ، يحدث عنه الثقات مثل الوليد بن مسلم ، ومحمد بن شعيب ، وإسماعيل بن عياش ، ومبشر بن إسماعيل ، وبقية وعصام بن خالد ، ويحيى الوحاظي ، وحدث عنه من ثقات أهل العراق ، يحيى القطان وناهيك به ، ومعاذ بن معاذ ، ويزيد بن هارون ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، ودحيم ، وإنما وضع منه ببغضه لعلي ، وتكلموا فيه .

                                                                          قال يزيد بن عبد ربه ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، وغير [ ص: 580 ] واحد مات سنة ثلاث وستين ومائة .

                                                                          قال يزيد : ومولده سنة ثمانين .

                                                                          وقال محمد بن المصفى مات سنة ثنتين وستين .

                                                                          وقال سليمان بن سلمة الخبائري : مات سنة ثمان وستين .

                                                                          والصحيح الأول والله أعلم .

                                                                          روى له الجماعة سوى مسلم .

                                                                          روى له البخاري حديثين ، وقد وقع لنا أحدهما عاليا جدا .

                                                                          أخبرنا به المشايخ الثمانية أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري ، وأبو محمد عبد الرحيم بن عبد الملك بن عبد الملك المقدسيون ، وأبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني ، وأبو يحيى إسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد ابن العسقلاني ، وزينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني ، وزينب بنت أحمد بن عمر بن كامل المقدسي بدمشق ، وأبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى ابن خطيب المزة بمصر ، قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك بن ملوك الوراق ، قالا : أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف بجرجان قال : [ ص: 581 ] حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، قال : حدثنا الوليد بن هشام القحذمي ، قال : حدثنا حريز بن عثمان ، قال : سألت عبد الله بن بسر : أشاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأومأ إلى عنفقته .

                                                                          رواه عن عصام بن خالد ، عن حريز بن عثمان ، فوافقناه في شيخ شيخه بعلو وهو أحد ثلاثياته .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية