الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      الثاني : قيل : الخلاف في سؤال الكسر ينبني على الخلاف في القياس في الأسباب ، فمن جوزه قبل سؤال الكسر ، ومن لم يجوزه لم يسمع الكسر ، وذلك لأن المستدل إذا قال : وصف السرقة كان مناسبا لمعنى كذا وهو موجود في النبش ، فيكون سببا ، فإن بين أنهما اشتركا في خاصة بين النبش والسرقة يفارقها غيرها فيها صح الجميع ، وإن لم يذكر خاصة فقال : يبطل بالزنى وقطع الطريق وغير ذلك فإن المعنى الذي وجد في السرقة وجد في قطع الطريق ، وهو الحاجة إلى الزجر ، ولم ينتهض سببا لمثل حكم السرقة ، فيحتاج المستدل أن يذكر بين النبش والسرقة خاصة تجمعهما ، فكأن صحة الكسر موضوعة على صحة القياس في الأسباب ، فكل من لم يجوز ذلك يلزمه أن لا يصحح الكسر ولا طريق لتصحيح الكسر إلا بما ذكرنا ، وكل من لم يبن صحة الكسر على هذا الطريق لم يعرف حقيقته .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية