الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ المسلك ] الرابع الاستدلال على علية الحكم بفعل النبي صلى الله عليه وسلم

                                                      وهذا مما أهمله أكثر الأصوليين . وقد ذكره القاضي في التقريب " . وصورته أن يفعل فعلا بعد وقوع شيء ، فيعلم أن ذلك الفعل إنما كان لأجل ذلك الشيء الذي وقع . ووقوع ذلك إما أن يكون من النبي صلى الله عليه وسلم كأن [ ص: 262 ] يرى أنه سها في الصلاة فسجد ، فيعلم أن ذلك السجود لذلك السهو . وإما أن يكون من غيره ويكون منه شيء آخر ، كما روي أن ماعزا زنى فرجم . قال القاضي : إنما يجب مثل ذلك الحكم في غير ذلك المحكوم عليه بعد نقله بالقياس إذ قوله صلى الله عليه وسلم : { حكمي على الواحد حكمي على الجماعة } ونحوه مما يحل الفعل فيه محل القول العام ، لأنا قد قلنا : إن قضاءه على المعين لعلة وصفية لا تقتضي وجوب عموم ذلك الحكم ، ولا يمتنع اختلاف الأحكام في ذلك ، وإنما يتعدى لغيره بدليل يقترن به قال : وكذلك اجتنابه الطيب وما يجتنبه المحرمون عند إحرامهم إذ عقل من ذلك شاهد الحال أنه إنما اجتنبه لأجل الإحرام . ومن أمثاله المنبهة على علة الحكم تخييره بريرة لما عتقت تحت زوجها .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية