الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      التنبيه الثاني :

                                                      نقل إمام الحرمين عن القاضي أن السبر والتقسيم من أقوى ما تثبت به العلل ، واستشكله ، ووجهه الإبياري بأن مثبت العلة بالمناسبة أو الشبه [ ص: 290 ] يكتفى منه في النظر بذلك وإن أمكن أن يبدي الخصم معارضا راجحا . وأما إذا أسند إلى السبر والتقسيم فقد وفى الوظيفة من أول الأمر ولم يبق متوقعا ظهور ما يقدح أو يضر ، ونازعه ابن المنير وقال : نحن ندفع أصل كونه مسلكا ، فضلا عن كونه متميزا . وقوله سلف إبطال المعارضات غير مستقيم ، لأنه وضع النظر في غير موضعه إذا لم يقدر على دفع المعارضات ، وجعل ذلك كافيا في التصحيح فأين الدليل الذي ذب المعارضات عنه . وأما التمسك بالمناسبات فإنه وجه الدليل ، وهي المعارضات بالأصل ، فإنا ما نلحق به من اشتغل بدفع المعارضات وقنع بذلك دليلا .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية