الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ تخريج المناط ] وأما تخريج المناط فهو الاجتهاد في استخراج علة الحكم الذي دل النص أو الإجماع عليه من غير تعرض لبيان علته أصلا . وهو مشتق من الإخراج ، فكأنه راجع إلى أن اللفظ لم يتعرض للمناط [ ص: 325 ] بحال ، فكأنه مستور أخرج بالبحث والنظر ، كتعليل تحريم الربا بالطعم ، فكأن المجتهد أخرج العلة ، ولهذا سمي تخريجا . بخلاف ( التنقيح ) فإنه لم يستخرج ، لكونه مذكورا في النص ، بل نقح المنصوص وأخذ منه ما يصلح للعلية وترك ما لا يصلح .

                                                      قال الغزالي : وهذا الاجتهاد ، القياس الذي وقع الخلاف فيه . وقال البزدوي : هو الأغلب في مناظراتهم ، لأنه به يظهر فقه المسألة ، وتوجه عليه سائر الأسئلة .

                                                      والحاصل أن بيان العلة في الأصل " تخريج المناط " وإثباته في الفرع " تحقيق المناط " . أي إذا ظننا أو علمنا العلة ثم نظرنا وجودها في الفرع وظننا تحقيق المناط فهو تحقيق المناط .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية