الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          7240 - ( ق) : أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن [ ص: 103 ] مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري السبري المدني، قيل : اسمه عبد الله.

                                                                          وقال أحمد بن حنبل، وأبو حاتم الرازي : اسمه محمد.

                                                                          وقال غيرهما : بل هو أخو محمد بن عبد الله بن أبي سبرة الذي تولى قضاء المدينة من قبل زياد بن عبيد الله الحارثي، وقد ينسب إلى جده أبي سبرة، واسمه عبد الله، وهو من أعيان الصحابة ممن شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجر الهجرتين جميعا، وكانت معه في الهجرة الثانية زوجته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقش الأنصاري، وهو أخو أبي سلمة بن عبد الأسد لأمه، أمهما برة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختلف في هجرته إلى أرض الحبشة ولم يختلف أنه شهد بدرا، وتوفي في خلافة عثمان بن عفان .

                                                                          وأما أبو بكر بن أبي سبرة فإنه :

                                                                          روى عن : إبراهيم بن محمد (ق) ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، وحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، وزيد بن أسلم ، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر ، وصفوان بن سليم ، وعباس بن عبد الرحمن بن مينا الأشجعي ، وعبد الله بن أبي مريم إن كان محفوظا، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وعبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف ، وعبد الملك بن سعيد ، وعبيد الله بن عمر العمري ، وعطاء بن أبي رباح ، وعيسى بن معمر ، وفضيل بن أبي عبد الله ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، ومخرمة بن [ ص: 104 ] سليمان ، وموسى بن عقبة ، وموسى بن ميسرة ، وهشام بن عروة ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ويزيد بن عياض بن جعدبة .

                                                                          روى عنه : حجاج بن محمد المصيصي ، وزياد بن عبد الله البكائي ، وسعيد بن سلام بن أبي الهيفاء العطار ، وسليمان بن محمد بن أبي سبرة ، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد ، وعبد الرزاق بن همام (ق) ، وعبد الملك بن جريج ، وعيسى بن يونس ، ومحمد بن الحسن بن أتش الصنعاني ، ومحمد بن عمر الواقدي ، والوليد بن مزيد العذري البيروتي .

                                                                          قال مصعب بن عبد الله بن الزبيري : كان من علماء قريش، وولاه المنصور القضاء.

                                                                          وسأل أبو جعفر المنصور مالكا : من بقي بالمدينة من المشيخة؟ فقال : ابن أبي ذئب، وابن أبي سلمة، وابن أبي سبرة.

                                                                          وقال محمد بن سعد ، عن محمد بن عمر الواقدي : سمعت أبا بكر بن أبي سبرة يقول : قال لي ابن جريج : اكتب لي أحاديث من أحاديثك جيادا، فكتبت له ألف حديث ودفعتها إليه، ما قرأها علي ولا قرأتها عليه.

                                                                          قال الواقدي : ثم رأيت ابن جريج قد أدخل في كتبه أحاديث كثيرة من حديثه، يقول : حدثني أبو بكر بن عبد الله، وحدثني أبو بكر بن عبد الله - يعني ابن أبي سبرة - وكان كثير الحديث وليس بحجة.

                                                                          [ ص: 105 ] وقال صالح بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي سبرة يضع الحديث، وكان ابن جريج يروي عنه.

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ليس بشيء، كان يضع الحديث ويكذب.

                                                                          قال لي حجاج : قال لي أبو بكر ابن السبري : عندي سبعون ألف حديث في الحلال والحرام.

                                                                          وقال عباس الدوري : سئل يحيى عن أبي بكر السبري، فقال : ليس حديثه بشيء، قدم هاهنا فاجتمع الناس عليه، فقال : عندي سبعون ألف حديث إن أخذتم عني كما أخذ ابن جريج وإلا فلا.

                                                                          قيل ليحيى : عرض؟ قال : نعم.

                                                                          وقال معاوية بن صالح ، عن يحيى، نحو ذلك.

                                                                          وقال الغلابي ، عن يحيى بن معين : ضعيف الحديث.

                                                                          وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيى بن معين : ليس بشيء.

                                                                          وقال علي ابن المديني : كان ضعيفا في الحديث، وكان ابن جريج أخذ منه مناولة.

                                                                          وقال أيضا : كان منكر الحديث، هو عندي مثل ابن أبي [ ص: 106 ] يحيى.

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : يضعف حديثه.

                                                                          وذكره يعقوب بن سفيان في باب "من يرغب عن الرواية عنهم".

                                                                          وقال البخاري : ضعيف.

                                                                          وقال في موضع آخر : منكر الحديث.

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : مفتي أهل المدينة.

                                                                          وقال النسائي : متروك الحديث.

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : عامة ما يرويه غير محفوظ، وهو في جملة من يضع الحديث.

                                                                          قال محمد بن سعد : كان كثير العلم والسماع والرواية، ولي قضاء مكة لزياد بن عبيد الله، وكان يفتي بالمدينة.

                                                                          وقدم بغداد، فمات بها سنة اثنتين وستين ومائة في خلافة المهدي، وكان ابن ستين سنة، وهو على قضاء المهدي، ثم ولي بعده أبو يوسف.

                                                                          وكذلك قال أبو عبيد القاسم بن سلام، وخليفة بن خياط، [ ص: 107 ] وغير واحد في تاريخ وفاته.

                                                                          روى له ابن ماجه حديثين، وقد وقع لنا أحدهما بعلو.

                                                                          أخبرنا به أبو محمد عبد الواسع بن عبد الكافي الأبهري، وإسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد، قالا : أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن المندائي الواسطي في كتابه إلينا منها، قال : أخبرنا أبو الكرم نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد الأزدي المعروف بابن الجلخت، قال : أخبرنا القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسن العبدي الواسطي، قال : أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن حميد، قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال الحلواني، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي سبرة، عن إبراهيم بن محمد، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها؛ فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول : ألا مستغفر فأغفر له، ألا تائب فأتوب عليه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا مسترزق فأرزقه، ألا كذا، ألا كذا، حتى يطلع الفجر" .

                                                                          [ ص: 108 ] رواه عن الحسن بن علي الخلال، فوافقناه فيه بعلو.

                                                                          والحديث الآخر رواه عن أحمد بن يوسف، عن أبي عاصم، عن أبي بكر - يعني النهشلي - عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس : "ذكرت أم إبراهيم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : أعتقها ولدها" .

                                                                          هكذا وقع عنده، وهو خطأ، إنما هو أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية