الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          7192 - ( س) : أبو الأبيض العنسي الشامي، ويقال : المدني، من بني زهير بن جذيمة، ويقال : من بني عامر، يقال : اسمه عيسى .

                                                                          [ ص: 9 ] روى عن : أنس بن مالك (س) ، وحذيفة بن اليمان .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن أبي عبلة ، وربعي بن حراش (س) ، ويمان بن المغيرة .

                                                                          قال أحمد بن عبد الله العجلي : أبو الأبيض، شامي، تابعي، ثقة.

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم فيمن اسمه عيسى من الأسماء : عيسى أبو الأبيض العنسي، روى عن أنس بن مالك، روى عنه ربعي بن حراش، وإبراهيم بن أبي عبلة.

                                                                          ثم قال في الكنى المجردة : أبو الأبيض روى عن أنس بن مالك، روى منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عنه، سمعت أبي يقول ذلك.

                                                                          سئل أبو زرعة عن أبي الأبيض الذي روى عن أنس فقال : لا يعرف اسمه.

                                                                          وقال في كتاب الكنى : أبو الأبيض العنسي، قال : اختصمت إلى أنس بالبصرة في التقصير في الصلاة، اسمه عيسى.

                                                                          روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة، سمعت أبي يقول ذلك.

                                                                          قال أبو القاسم : لعل ابن أبي حاتم وجد في بعض رواياته : "أبو الأبيض عنسي" فتصحف عليه بعيسى، والله أعلم.

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة ، عن علي بن أبي حملة : لم يكن أحد بالشام يستطيع أن يعيب الحجاج علانية إلا ابن محيريز وأبو [ ص: 10 ] الأبيض العنسي، فقال الوليد بن عبد الملك لأبي الأبيض : ما للحجاج كتب يشكوك، لتنتهين وإلا بعثتك إليه.

                                                                          وقال أيوب بن سويد الرملي ، عن أبي زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني : لم يكن بالشام أحد يظهر عيب الحجاج بن يوسف إلا ابن محيريز وأبو الأبيض العنسي، فقال له الوليد : لتنتهين عنه أو لأبعثن بك إليه.

                                                                          وقال سهل بن عاصم، عن علي بن عثام العامري : حدثني عمر أبو حفص الجزري، قال : كتب أبو الأبيض، وكان عابدا، إلى بعض إخوانه : أما بعد، فإنك لم تكلف من الدنيا إلا نفسا واحدة، فإن أنت أصلحتها لم يضرك فساد من فسد بصلاحها، وإن أنت أفسدتها لم تنتفع بصلاح من صلح بفسادها، واعلم أنك لا تسلم من الدنيا حتى لا تبالي من أكلها من أحمر أو أسود.

                                                                          وقال الوليد بن مسلم : حدثني إسماعيل بن عياش أن رجلا من الجيش أتى أبا الأبيض العنسي بدانق قبل نزولهم على الطوانة، فقال : رأيت في يدك قناة فيها سنان يضيء لأهل العسكر كضوء كوكب، فقال : إن صدقت رؤياك إنها للشهادة، قال : فاستشهد في قتال أهل الطوانة.

                                                                          وقال أبو القاسم : بلغني أن أبا الأبيض خرج مع العباس بن الوليد في الصائفة، فقال أبو الأبيض : رأيت كأني أتيت بتمر وزبد فأكلته، ثم دخلت الجنة.

                                                                          فقال العباس : نعجل لك التمر والزبد، [ ص: 11 ] والله لك بالجنة.

                                                                          فدعا له بتمر وزبد، فأكله ثم لقي أبو الأبيض العدو فقاتل حتى قتل.

                                                                          وقال الوليد بن مسلم : حدثني من أصدق أن الوليد لما عزم على غزو الطوانة، فذكر القصة بطولها.

                                                                          قال : وقتل جماعة من المسلمين منهم أبو الأبيض العنسي.

                                                                          وقال يحيى بن بكير : قال الليث : وفيها، يعني سنة ثمان وثمانين، الطوانة.

                                                                          روى له النسائي حديثا واحدا، وقد وقع لنا بعلو عنه.

                                                                          أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري، قال : أنبأنا القاضي أبو المكارم اللبان، وأبو جعفر الصيدلاني، قالا : أخبرنا أبو علي الحداد، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر بن فارس، قال : حدثنا يونس بن حبيب، قال : حدثنا أبو داود، قال : حدثنا شعبة، عن منصور، قال : سمعت ربعي بن حراش يحدث عن أبي الأبيض، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس بيضاء محلقة .

                                                                          رواه عن إسحاق بن راهويه، عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور.

                                                                          ورواه فضيل بن عياض، عن منصور، وذكر فيه زيادة، وهو عندنا بعلو أيضا.

                                                                          أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري، قال : أنبأنا أسعد بن أبي طاهر الثقفي، قال : أخبرنا إسماعيل بن الفضل الإخشيذ، قال : أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، قال : أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ، قال : أخبرنا أبو يعلى الموصلي، قال : حدثنا العباس [ ص: 12 ] ابن الوليد النرسي، قال : حدثنا فضيل، عن منصور، عن ربعي، عن أبي الأبيض، عن أنس ، قال : كنت أصلي، يعني العصر، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والشمس بيضاء محلقة، فآتي عشيرتي وهم جلوس، فأقول : ما يجلسكم؟! صلوا؛ فقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية