الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          7305 - ( م د ت ص ق) : أبو حرب بن أبي الأسود الديلي .

                                                                          روى عن : عبد الله بن عمرو بن العاص (ت ق) ، وعبد الله بن فضالة الليثي (د) ، وعبد الله بن قيس البصري ، وعميرة بن يثربي الضبي قاضي البصرة ، وعن محجن، عن أبي ذر ، وعن أبيه أبي الأسود الديلي (م د ت ص ق) ، وعن أبي ذر الغفاري (د) والصحيح عن أبيه، عن أبي ذر ، وعن عمه، عن أبي ذر .

                                                                          روى عنه : حمران بن أعين ، وداود بن أبي هند (م د) ، وأبو وهب سيف بن وهب ، وعبد الملك بن أعين (عس) ، وعبد الملك بن جريج (ص) ، وأبو اليقظان عثمان بن عمير البجلي (ت ق) ، وعثمان بن قيس البجلي ، وقتادة بن دعامة (د ت عس ق) ، ووهب بن عبد الله بن أبي دبي .

                                                                          ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثانية من قراء أهل البصرة.

                                                                          [ ص: 232 ] وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة، وقال : كان معروفا وله أحاديث.

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي في حديث رواه ديلم بن غزوان، عن وهب بن أبي دبي، عن أبي حرب، عن محجن، عن أبي ذر : لعل أبا حرب هو محجن .

                                                                          وقال النسائي : ما علمت أن ابن جريج سمع من أبي حرب.

                                                                          قال عمرو بن علي، وابن حبان : مات سنة تسع ومائة.

                                                                          روى له النسائي في "خصائص علي" وفي "مسنده" والباقون سوى البخاري.

                                                                          أخبرنا أبو الفرج بن قدامة، وأبو الحسن ابن البخاري، وأبو الغنائم بن علان، وأحمد بن شيبان، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد، قال : حدثني أبي، قال : حدثنا معاذ بن هشام، قال : حدثني أبي، عن قتادة، قال : حدثني أبو حرب هو ابن أبي [ ص: 233 ] الأسود، عن أبي الأسود الديلي، عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الرضيع : ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية .

                                                                          قال قتادة : وهذان لم يطعما الطعام، فإذا طعما غسلا جميعا.

                                                                          أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه من حديث معاذ بن هشام، فوقع لنا بدلا عاليا.

                                                                          وقال الترمذي : حسن.

                                                                          وأخرجه أبو داود، والنسائي في "مسند علي" من حديث سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة موقوفا على علي.

                                                                          وأخبرنا أبو الحسن ابن البخاري، وابن عمه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسيان، وأبو إسحاق ابن الدرجي، وأبو بكر ابن الأنماطي، قالوا : أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي.

                                                                          قال ابن البخاري وابن الدرجي : وأنبأنا أيضا أبو عبد الله بن محمد بن معمر بن الفاخر والمؤيد بن عبد الرحيم ابن الإخوة وغير واحد، قالوا : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قراءة عليه.

                                                                          قال ابن الأنماطي : وأخبرنا أيضا أبو القاسم بن الحرستاني - قراءة عليه - قال : أخبرنا أبو القاسم الشحامي - إذنا - قال : أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، قال : أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي، قال : حدثنا أبو لبيد السامي، [ ص: 234 ] قال : حدثنا سويد بن سعيد، قال : حدثنا علي بن مسهر، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه ، قال : بعث أبو موسى إلى قراء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاث مائة رجل قد قرؤوا القرآن، فقال : أنتم خيار أهل البصرة، وقراؤهم، فاتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد، فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنا كنا نقرأ سورة أشبهها في الطول والشدة بـ"براءة" فأنسيتها، غير أني حفظت منها : "لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب" وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات، فأنسيتها غير أني حفظت منها : "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، فتكتب شهادة في أعناقكم، فتسألون عنها يوم القيامة ".

                                                                          رواه مسلم، عن سويد بن سعيد، فوافقناه فيه بعلو.

                                                                          وأخبرنا أبو الفرج بن قدامة، وأبو الغنائم بن علان، وأحمد بن شيبان، قالوا : أخبرنا حنبل، قال : أخبرنا ابن الحصين، قال : أخبرنا ابن المذهب، قال : حدثنا القطيعي، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد، قال : حدثني أبي، قال : أخبرنا ابن نمير، قال : حدثنا الأعمش، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن أبي حرب بن أبي الأسود، قال : سمعت عبد الله بن عمرو ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر ".

                                                                          [ ص: 235 ] أخرجه الترمذي، وابن ماجه من حديث عبد الله بن نمير، فوقع لنا بدلا عاليا، وقال الترمذي : حسن.

                                                                          وبه قال : حدثنا عبد الله بن أحمد، قال : حدثني أبي، قال : حدثنا أبو معاوية، قال : حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبي الأسود، عن أبي ذر ، قال : كان يسقي على حوض له، فجاء قوم، فقال : أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه؟ فقال رجل : أنا، فجاء الرجل فأورد عليه الحوض، فدقه، وكان أبو ذر قائما، فجلس ثم اضطجع، فقيل له : يا أبا ذر لم جلست ثم اضطجعت؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا : "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع" .

                                                                          رواه أبو داود، عن أحمد بن حنبل، فوافقناه فيه بعلو، إلا أنه لم يذكر القصة، ولم يقل : عن أبي الأسود، وذلك معدود من أوهامه.

                                                                          وروى له أبو داود حديثا آخر، قد كتبناه في ترجمة عبد الله بن فضالة.

                                                                          وأخبرنا أحمد بن شيبان، قال : أنبأنا محمد بن معمر بن [ ص: 236 ] الفاخر وأخته عائشة، والمؤيد بن عبد الرحيم ابن الإخوة، قالوا : أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن النعمان الصائغ، قال : أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ، قال : حدثنا إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، قال : حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، قال : حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، سمعه يحدث عن أبيه، قال : سمعت عليا يقول : أتاني عبد الله بن سلام وقد أدخلت رجلي في الغرز، فقال : أين تريد؟ قلت : العراق، قال : أما إنك إن جئتها ليصيبنك بها ذباب السيف، ثم قال : وايم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله .

                                                                          قال أبو حرب : فسمعت أبي يقول : فتعجبت منه، فقلت : محارب يحدث بمثل هذا عن نفسه؟! رواه النسائي في "مسند علي" عن محمد بن منصور المكي، عن سفيان بن عيينة، فوقع لنا بدلا عاليا.

                                                                          وروى له في "الخصائص" حديثا آخر من رواية ابن جريج، عن أبي حرب، عن أبيه ، وعن رجل، عن زاذان ، قالا : قال علي : كنت والله إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت .

                                                                          وهذا جميع ما له عندهم، والله أعلم.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية