الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          7271 - ( ع) : أبو ثعلبة الخشني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                          اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كبيرا، كما سيأتي .

                                                                          روى عن :النبي صلى الله عليه وسلم (ع) ، وعن معاذ بن جبل ، وأبي عبيدة بن الجراح .

                                                                          روى عنه : جبير بن نفير الحضرمي (م د س) ، وحبيب بن صهيب إن كان محفوظا ، وأبو الزاهرية حدير بن كريب ، وحميد بن عبد الله المزني ، وسعيد بن المسيب (ق) ، وعبد الله بن عمرو [ ص: 168 ] ابن العاص (س) إن كان محفوظا ، وعبد الرحمن بن سابط، وقيل : لم يدركه ، وعروة بن رويم اللخمي (ق) ، وعطاء بن يزيد الليثي (س) ، وعمير بن هانئ ، وأبو عبيد الله مسلم بن مشكم (د س ) ، ومكحول الشامي (م ت) ولم يسمع منه ، وناشرة بن سمي اليزني ، وأبو إدريس الخولاني (ع) ، وأبو أسماء الرحبي (ت) ، وأبو أمية الشعباني (عخ د ت ق) ، وأبو رجاء العطاردي ، وأبو قلابة الجرمي (ت) ولم يسمع منه .

                                                                          وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز إلى حنين، فأسلم، وضرب له بسهمه، وبايع بيعة الرضوان، وأرسله إلى قومه فأسلموا.

                                                                          قال القاضي أبو علي عبد الجبار بن عبد الله بن محمد الخولاني صاحب "تاريخ داريا" : ذكر أبي ثعلبة الخشني واسمه جرثوم بن ناشر والدليل على نزوله داريا ومقامه بها حديث ابن جابر، عن عمير بن هانئ العنسي حيث يقول : كنا بداريا في المسجد ومعنا أبو ثعلبة الخشني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع من روى عنه من أهل داريا .

                                                                          وقد قيل : إن أبا ثعلبة كان يسكن بقرية البلاط، وأن من ولده بها قوما إلى هذا اليوم.

                                                                          قال أبو علي : وأرى أن ولده انتقلوا من داريا، فسكنوا البلاط؛ لأن حديث ابن جابر، عن عمير بن هانئ مشهور معروف عند أهل العلم، والله أعلم.

                                                                          وقال عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري : قال أحمد : بلغني عن أبي مسهر، قال : سمعت سعيد بن عبد العزيز، قال : [ ص: 169 ] أبو ثعلبة اسمه جرثومة.

                                                                          وقال سليمان بن أحمد الواسطي، عن أبي مسهر : سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : اسم أبي ثعلبة جرثوم بن لاشر بن وبرة.

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : سمعت أبا مسهر يقول : اسم أبي ثعلبة الخشني جرثوم.

                                                                          وقال أبو زرعة في موضع آخر : حدثني سليمان بن عبد الرحمن، قال : سألت بعض ولد أبي ثعلبة الخشني عن اسم أبي ثعلبة، فقال : لاشر بن جرثوم.

                                                                          وقال النسائي : حدثنا عمرو بن منصور، قال : حدثنا أبو مسهر، قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال : اسم أبي ثعلبة جرثوم، وقيل : جرهم.

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : قلت لهشام بن عمار : ما اسم أبي ثعلبة الخشني؟ قال : يقولون : جرثوم بن عمرو، فقلت له : تقول قوم هاهنا : نحن من ولده، اسمه فلان، قال : كذبوا ليس هؤلاء من ولده.

                                                                          وقال أبو بكر الأثرم : قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : أبو ثعلبة أي شيء اسمه؟ فقال : قد اختلفوا فيه، فقالوا : جرثوم، قلت : جرثوم بن عمرو؟ قال : نعم، قال أبو عبد الله : وقالوا : جرهم بن ناشم، وفي رواية : ابن الأشم.

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه : أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ناشم.

                                                                          [ ص: 170 ] وقال أبو القاسم البغوي : حدثني ابن زنجويه، قال : بلغني أن اسم أبي ثعلبة جرهم بن ناشم.

                                                                          وقال أبو الحسن بن سميع : أبو ثعلبة الخشني، قال أبو سعيد، يعني دحيما : اسمه جرثوم، داره بالبلاط، وولده بها، مات بالشام.

                                                                          وقال أبو الحسين بن بشران، عن عثمان بن أحمد ابن السماك، عن حنبل بن إسحاق : حدثني أبو عبد الله، قال : أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ناشم.

                                                                          قال : وبلغني عن سعيد بن عبد العزيز، قال أبو ثعلبة : اسمه جرثوم.

                                                                          قال الحافظ أبو القاسم في رواية ابن بشران : ناشم - بالنون والشين - وكان في الأصل العتيق : باسم - بالباء والسين - وكذلك في نسخة بخط أبي عمر بن حيويه، كتبها عن ابن السماك، والله أعلم.

                                                                          وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه : أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ناشم.

                                                                          قال أبي : بلغني عن أبي مسهر، قال : سمعت سعيد بن عبد العزيز قال : أبو ثعلبة الخشني اسمه جرثوم.

                                                                          وقال نوح بن حبيب : اسم أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن عمرو، سمعته من هشام بن عمار.

                                                                          وقال نوح بن حبيب في موضع آخر : أبو ثعلبة الخشني اسمه جرهم بن ناشم.

                                                                          وقال خليفة بن خياط : أبو ثعلبة الخشني اسمه الأشق بن جرهم، ويقال : اسمه جرثومة بن ناشج، ويقال : اسمه جرهم.

                                                                          [ ص: 171 ] وقال في موضع آخر : ومن خشين، وهو وائل بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة : أبو ثعلبة الخشني.

                                                                          وقال أبو بكر ابن البرقي : اسمه جرثومة بن الأشتر بن جرثوم، ممن بايع تحت الشجرة.

                                                                          قال : وقال بعض الناس : اسمه الأشق بن جرهم، ويقال : جرثومة.

                                                                          وقال محمد بن سعد : أبو ثعلبة الخشني، وخشين من قضاعة، واسم أبي ثعلبة فيما أخبرنا أصحابنا : جرهم بن ناشم.

                                                                          قال : وأخبرت عن أبي مسهر الدمشقي أنه قال : جرثومة بن عبد الكريم.

                                                                          وقال في موضع آخر : وممن نزل الشام أبو ثعلبة الخشني، واسمه جرهم بن ناشم، وخشينة حي من قضاعة.

                                                                          وقال الدارقطني : وأما خشين فهي قبيلة، وهم خشين بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، منهم : أبو ثعلبة الخشني، بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان، وضرب له بسهمه يوم حنين، وأرسله إلى قومه فأسلموا .

                                                                          وأخوه عمرو بن جرهم أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهما من ولد لبوان بن مر بن خشين.

                                                                          وقال أبو نصر بن ماكولا : أما خشين - بضم الخاء المعجمة [ ص: 172 ] وفتح الشين المعجمة - فهو خشين بن النمر بن وبرة.

                                                                          ثم ذكر نحو ما ذكر الدارقطني.

                                                                          وقال أبو نصر الكلاباذي : أبو ثعلبة الخشني، وخشينة حي من قضاعة.

                                                                          وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني : أبو ثعلبة الخشني لاشر بن حمير، ويقال : لاشومة بن جرثوم، وقيل : ناشب بن عمرو، وقيل : لاس بن جلهم، وقيل : غرنوق بن ناشم، وقيل : ناشر، وقيل : خريم بن ناشب، وقيل : جرهم بن ناشم، وقيل : جرثوم.

                                                                          وقال في موضع آخر : جرثوم بن ناشب، وقيل : ابن ناشم، وقيل : ابن ناشر، وقيل : ابن لاس، وقيل : جرهم.

                                                                          واختلف فيه، وقيل غير ما ذكرنا، كنيته أبو ثعلبة الخشني، وخشينة بطن من قضاعة.

                                                                          وقال في موضع آخر : لاشر بن حمير، وقيل : شومة بن جرثومة، وقيل : لاس بن جلهم، أبو ثعلبة الخشني، مختلف في اسمه، وقيل : غرنوق بن ناشم، وقيل : ناشر، وقيل : ناشب بن عمرو، وقيل : خريم بن ناشب، وقيل : جرهم بن ناشم، وقيل : جرثوم.

                                                                          وقال مسلم بن الحجاج : أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ناشم، ويقال : جرثوم، له صحبة.

                                                                          قال : وقال الدارمي : لاس بن حمير.

                                                                          [ ص: 173 ] وقال الترمذي : أبو ثعلبة اسمه جرثوم، ويقال : جرهم، ويقال : ناشب.

                                                                          وقال النسائي في موضع آخر : أبو ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشم، وقيل : ناشب.

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن عيسى صاحب "تاريخ الحمصيين" : بلغني أن أبا ثعلبة أقدم إسلاما من أبي هريرة، ولم يقاتل مع علي ولا مع معاوية، ومات في أول إمرة معاوية.

                                                                          وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله : بينا أبو ثعلبة الخشني وكعب جالسين ذات يوم إذ قال أبو ثعلبة : يا أبا إسحاق ما من عبد يفرغ لعبادة الله إلا كفاه الله مؤونة الدنيا.

                                                                          قال : أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شيء تراه؟ قال : بل شيء أراه، قال : فإن في كتاب الله المنزل : من جمع همومه هما واحدا فجعله في طاعة الله كفاه الله ما همه، وضمن السماوات والأرض، فكان رزقه على الله وعمله لنفسه، ومن فرق همومه فجعل في كل واد هما، لم يبال الله في أيها هلك.

                                                                          ثم تحدثا ساعة، فمر رجل يختال بين بردين، فقال أبو ثعلبة : يا أبا إسحاق بئس الثوب ثوب الخيلاء. فقال : أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال : بل شيء أراه، قال : فإن في كتاب الله المنزل : من لبس ثوب خيلاء لم ينظر الله إليه حتى يضعه عنه وإن كان يحبه .

                                                                          [ ص: 174 ] وقال محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ : قال ناشرة بن سمي : ما رأينا أصدق حديثا من أبي ثعلبة الخشني، لقد صدقنا حديثه في الفتنة الأولى فتنة علي، قال : وكان أبو ثعلبة لا يأتي عليه ليلة إلا خرج ينظر إلى السماء، فينظر كيف هي، ثم يرجع فيسجد .

                                                                          وقال داود بن رشيد : حدثنا الوليد بن مسلم أن أبا ثعلبة كان يقول : إني لأرجو أن لا يخنقني الله كما يخنقكم، فبينما هو في صرحة داره إذ نادى : يا عبد الرحمن - وقد قيل : عبد الرحمن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم - فلما أحس بالموت أتى مسجد بيته فخر ساجدا، فمات وهو ساجد .

                                                                          هذا مرسل.

                                                                          وقال خالد بن محمد الكندي، عن أبي الزاهرية : سمعت أبا ثعلبة يقول : إني لأرجو أن لا يخنقني الله كما أراكم تخنقون عند الموت، قال : فبينما هو يصلي في جوف الليل قبض وهو ساجد، فرأت ابنته أن أباها قد مات، فاستيقظت فزعة، فنادت أمها : أين أبي؟ قالت : في مصلاه، فنادته، فلم يجبها، فأنبهته، فوجدته ساجدا، فحركته، فوقع لجنبه ميتا .

                                                                          قال أبو عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن سعد، وخليفة بن خياط، وأبو حسان الزيادي، وهارون بن عبد الله : مات سنة خمس وسبعين.

                                                                          زاد بعضهم : بالشام.

                                                                          [ ص: 175 ] روى له الجماعة.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية