الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          7254 - ( ع) : أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري الخزرجي ثم النجاري المدني.

                                                                          يقال : اسمه أبو بكر، وكنيته أبو محمد، ويقال : اسمه وكنيته واحد.

                                                                          وأمه كبشة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة أخت عمرة بنت عبد الرحمن.

                                                                          ولي القضاء والإمرة والموسم لسليمان بن عبد الملك، ثم لعمر بن عبد العزيز .

                                                                          روى عن : أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري ، وخارجة بن زيد بن ثابت (س) ، وسالم بن عبد الله بن عمر (س) ، والسائب بن يزيد (بخ) ، وسلمان الأغر (م) ، وعباد بن تميم الأنصاري (خ م د س ق) ، وعبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري (س) مرسل، وعبد الله بن عبد الله بن عمر (س) ، وعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان (م د ت س) ، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وله رؤية، وعبد الله بن قيس بن مخرمة (م د تم س ق) ، وعبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري (د ت) ، وعمر بن عبد العزيز (ع) ، وجده عمرو بن حزم (ق) مرسل، وعمرو بن سليم الزرقي (خ م د س ق) ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (س) ، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان (ق) ، وأبيه محمد بن عمرو بن حزم (مد س) ، ومحمد بن فلان بن طلحة بن عبيد الله (بخ) ، والنضر بن عبد الله السلمي (س) ، وأبي البداح بن عاصم بن عدي (4) ، وأبي حبة البدري (خ م) ، وأبي سلمة بن [ ص: 138 ] عبد الرحمن بن عوف (م 4) ، وخالدة بنت أنس أم بني حزم (ق) ولها صحبة، وخالته عمرة بنت عبد الرحمن (ع) .

                                                                          روى عنه : أبي بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي (ت ق) ، وأسامة بن زيد الليثي ، وإسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ، وأفلح (م س) ، والحجاج بن أرطاة ، وسعيد بن عبد الرحمن الجحشي (بخ) ، وسعيد بن أبي هلال (س) ، وابنه عبد الله بن أبي بكر بن حزم (ع) ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين (م س) ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي (خت س ق) ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وعبد العزيز بن عبد الله العمري (س) ، وأبو أمية عبد الكريم بن أبي المخارق ، وعبدة بن أبي لبابة ، وعثمان بن حكيم الأنصاري (ق) ، وعمرو بن دينار وهو أكبر منه، وابنه محمد بن أبي بكر بن حزم (د ت س) ، وابن عمه محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم (مد ق) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (مد س) ، والوليد بن أبي هشام (م س ق) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري (ع) ، ويحيى بن يحيى الغساني ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد (م د س ق) ، وأبو بكر بن نافع مولى ابن عمر .

                                                                          ذكره خليفة بن خياط، ومحمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة.

                                                                          قال ابن سعد : فولد محمد بن عمرو بن حزم : عثمان، [ ص: 139 ] وأبا بكر الفقيه، وأم كلثوم، وأمهم كبشة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة من بني مالك بن النجار.

                                                                          وقال في موضع آخر : أمه كبشة، وخالته عمرة بنت عبد الرحمن التي روت عن عائشة.

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة.

                                                                          وكذلك قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش ، وغيره.

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".

                                                                          وقال عطاف بن خالد المخزومي، عن أمه ، عن امرأة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، قالت : ما اضطجع أبو بكر على فراشه منذ أربعين سنة بالليل.

                                                                          وقال إبراهيم بن محمد الشافعي، عن جده محمد بن علي : قالوا لعمر بن عبد العزيز : استعملت أبا بكر بن حزم غرك بصلاته، قال : إذا لم يغرني المصلون فمن يغرني؟! قال : وكانت سجدته قد أخذت جبهته وأنفه.

                                                                          وقال الهيثم بن عدي ، عن صالح بن كيسان : كان المحدثون من هذه الطبقة من أهل المدينة : سليمان بن يسار، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المكفوف، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللخمي حليف بني أسد بن عبد العزى.

                                                                          [ ص: 140 ] وقال الواقدي، عن مالك بن أبي الرجال ، عن سليمان بن عبد الرحمن بن خباب : أدركت رجالا من المهاجرين ورجالا من الأنصار من التابعين يفتون بالبلد، فأما المهاجرون : فسعيد بن المسيب، فذكرهم.

                                                                          قال : ومن الأنصار : خارجة بن زيد، ومحمود بن لبيد، وعمر بن خلدة الزرقي، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف.

                                                                          وقال أبو ثابت محمد بن عبيد الله المديني، عن ابن وهب، عن مالك : لم يكن عندنا أحد بالمدينة عنده من علم القضاء ما كان عند أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وكان ولاه عمر بن عبد العزيز، وكتب إليه أن يكتب له من العلم من عند عمرة بنت عبد الرحمن والقاسم بن محمد، فكتبه له، ولم يكن على المدينة أنصاري أمير غير أبي بكر بن حزم، وكان قاضيا.

                                                                          وقال محمد بن أبي زكير، عن ابن وهب : حدثني مالك أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر بن حزم، وكان عمر قد أمره على المدينة بعد أن كان قاضيا.

                                                                          قال مالك : وقد ولي أبو بكر بن حزم المدينة مرتين أميرا، فكتب إليه عمر أن يكتب له العلم من عند عمرة بنت عبد الرحمن، والقاسم بن محمد، فقلت لمالك : السنن؟ قال : نعم، قال : فكتبها له، قال مالك : فسألت ابنه عبد الله بن أبي بكر عن تلك الكتب، فقال : ضاعت، وكان أبو بكر عزل عزلا قبيحا.

                                                                          وقال في موضع آخر، عن ابن وهب : حدثني مالك ، قال : [ ص: 141 ] لم يكن عند أحد بالمدينة من علم القضاء ما كان عند أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.

                                                                          قال : وحدثني عبد الله بن أبي بكر أن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم كان يتعلم القضاء من أبان بن عثمان.

                                                                          قال مالك : وكان أبو بكر بن حزم قاضيا لعمر بن عبد العزيز إذ كان عمر أمير المدينة، ولم يكن على المدينة أنصاري أميرا غير أبي بكر بن حزم، وكان قاضيا.

                                                                          وقال عبد العزيز بن مقلاص وغيره، عن ابن وهب : حدثني مالك ، قال : كان أبو بكر بن حزم على قضاء المدينة، وولي المدينة أميرا، قال : فقال له قائل : ما أدري كيف أصنع بالاختلاف؟ فقال أبو بكر : يا ابن أخي إذا وجدت أهل المدينة على أمر مستجمعين عليه فلا تشك فيه أنه الحق.

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي : حدثنا يحيى بن معين أن عمر بن عبد العزيز أجرى على أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ثلاث مائة دينار في كل شهر.

                                                                          قال : وحدثني يحيى بن معين، قال : قال مالك : أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن عمر بن عبد العزيز أجرى على أبيه ثمانية وثمانين دينارا.

                                                                          قال مالك : ولا أراه أجراها عليه إلا على حساب سعر المدينة.

                                                                          وقال سعيد بن كثير بن عفير، عن ابن وهب : قال لي مالك : ما رأيت مثل أبي بكر بن حزم أعظم مروءة ولا أتم حالا، ولا رأيت مثل ما أوتي : ولاية المدينة والقضاء والموسم، وكان يقول [ ص: 142 ] لابنه عبد الله : إني أراك تحب الحديث وتجالس أهله، فلا تستقبل صدر حديث إذا سمعت عجزه، استدل بأعجازها على صدورها.

                                                                          وقال محمد بن معاوية النيسابوري، عن مالك بن أنس ، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، قال : ما مات أبي حتى ترك الحديث.

                                                                          قال خليفة بن خياط : سنة مائة أقام الحج أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وفيها مات خارجة بن زيد بن ثابت، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وذكر آخرين.

                                                                          وقال علي بن عبد الله التميمي : توفي سنة عشر ومائة.

                                                                          وقال الهيثم بن عدي، وأبو موسى محمد بن المثنى، ويحيى بن عبد الله بن بكير : مات سنة سبع عشرة ومائة.

                                                                          وقال الواقدي : توفي سنة عشرين ومائة بالمدينة، وهو ابن أربع وثمانين سنة، وكان ثقة، كثير الحديث.

                                                                          وكذلك قال محمد بن سعد ، ولم يقل : وكان ثقة كثير الحديث.

                                                                          وقال يحيى بن معين، وعلي ابن المديني، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وعمرو بن علي : مات سنة عشرين ومائة.

                                                                          وكذلك قال خليفة بن خياط في موضع آخر.

                                                                          وكذلك قال [ ص: 143 ] علي بن عمرو الأنصاري، عن الهيثم بن عدي.

                                                                          وقال هاشم بن محمد، عن الهيثم بن عدي : مات سنة ست وعشرين ومائة.

                                                                          وهذا القول خطأ، والله أعلم.

                                                                          روى له الجماعة.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية