الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          7243 - ( ع) : أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المدني، أحد الفقهاء السبعة.

                                                                          قيل : إن اسمه محمد، وقيل : اسمه أبو بكر، وكنيته أبو عبد الرحمن، والصحيح أن اسمه وكنيته واحد.

                                                                          وهو والد سلمة وعبد الله وعبد الملك وعمر بني أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

                                                                          وكان له من الإخوة : عبد الله، وعبد الملك، وعكرمة، ومحمد، والمغيرة، ويحيى، وأم الحارث، وعائشة بنو عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وكان أبو بكر مكفوفا .

                                                                          روى عن : جرير بن جابر، ويقال : جزء بن جابر الخثعمي صاحب كعب الأحبار ، وعن عبد الله بن زمعة بن الأسود (د) ، وأبيه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (خ س) ، وعبد الرحمن بن مطيع بن الأسود (خ م) ، وعمار بن ياسر (س) ، ومروان بن الحكم (خ د ق) ، ونوفل بن معاوية (كن) ، وأبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبي مسعود الأنصاري (ع) ، وأبي معقل الأسدي (س) ولم يدركه، وأبي هريرة (ع) ، وأسماء بنت عميس ، وعائشة (خ م د ت س) ، وأم سلمة (ع) زوجي النبي صلى الله عليه وسلم ، وأم معقل الأسدية (س) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن مهاجر (د) ، وأبو صخرة جامع بن شداد (س) ، والحكم بن عتيبة (س) ، وأبو عبد الرحمن خالد بن زيد الشامي (س) ، وابنه سلمة بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، ومولاه سمي مولى أبي بكر عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (خ د س) ، وعامر الشعبي (س) ، وابنه عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وعبد الله بن [ ص: 113 ] كعب الحميري (م س) ، وعبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو (س) ، وعبد ربه بن سعيد الأنصاري (م د س) ، وابنه عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (خ م د س ق) ، وعبد الواحد بن أيمن (م) ، وعراك بن مالك (س) ، وعكرمة بن خالد المخزومي (س) ، وعمارة بن عمير (س) ، وابنه عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (س) ، وعمر بن عبد العزيز (ع) ، وعمرو بن دينار ، وابن أخيه القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (س) ، ومجاهد بن جبر المكي (س) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ع) ، وأبو صخر يزيد بن أبي سمية الأيلي ، ويزيد بن عبد الله بن قسيط .

                                                                          قال : محمد بن عمر الواقدي : اسمه كنيته، وكان قد ذهب بصره، واستصغر يوم الجمل، فرد هو وعروة بن الزبير، وكان ثقة، فقيها، عالما، سخيا، كثير الحديث.

                                                                          وقال محمد بن سعد : ولد في خلافة عمر بن الخطاب، وكان يقال له : راهب قريش؛ لكثرة صلاته، وكان مكفوفا.

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : مدني تابعي ثقة.

                                                                          وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : هو أحد أئمة المسلمين.

                                                                          وقال في موضع آخر : عمر، وأبو بكر، وعكرمة، وعبد الله بنو عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كلهم أجلة، ثقات، يضرب بهم [ ص: 114 ] المثل، روى الزهري عنهم كلهم إلا عمر.

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كان أعمى، وكان إذا سجد يضع يده في طست ماء من علة كان يجدها.

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".

                                                                          وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وقال : أمه فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.

                                                                          وقال الزبير بن بكار : كان قد كف بصره، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة، وكان يسمى الراهب، وكان من سادات قريش، وأمه الشريدة فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل، وإخوته لأبيه وأمه : عمر، وعثمان، وعكرمة، وخالد، ومحمد، وبه كان يكنى عبد الرحمن، وحنتمة، ولدت لعبد الله بن الزبير بن العوام : عامرا، وموسى، وفاختة، وأم حكيم، وفاطمة، وأم حنتمة فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو، وأمها فاطمة بنت الأخيف بن علقمة بن عبد بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي، وأمها أميمة بنت ناقس بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب [ ص: 115 ] ابن فهر.

                                                                          وقال محمد بن سعد : فولد أبو بكر : عبد الرحمن لا بقية له، وعبد الله، وعبد الملك، وهشاما لا بقية له، وسهيلا لا بقية له، والحارث، ومريم، وأمهم سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأبا سلمة لا بقية له، وعمر، وأم عمرو وهي ربيحة، وأمهم قريبة بنت عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وأمها زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأمها أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وفاطمة بنت أبي بكر، وأمها رميثة بنت الوليد بن طلبة بن قيس بن عاصم المنقري.

                                                                          وقال محمد بن سلام الجمحي، عن بعض العلماء : كان يقال : ثلاثة أبيات من قريش توالت خمسة خمسة بالشرف، كل رجل منهم من أشرف أهل زمانه، فمن الثلاثة الأبيات : أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال : حدثنا معن بن عيسى القزاز، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد إن السبعة الفقهاء الذين كان يذكرهم أبو الزناد : سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار.

                                                                          [ ص: 116 ] وقال يعقوب بن سفيان : حدثنا عبد الله بن محمد المصري أبو محمد، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، قال : قال أبو الزناد : أدركت من فقهاء أهل المدينة وعلمائهم ومن يرتضى وينتهى إلى قولهم، منهم : سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وخارجة بن زيد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسليمان بن يسار، في مشيخة سواهم من نظرائهم، أهل فقه وفضل.

                                                                          وقال داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، عن عمر بن عبد الرحمن : أن أخاه أبا بكر بن عبد الرحمن كان يصوم ولا يفطر، في حديث ذكره.

                                                                          قال إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن علي ابن المديني : مات أبو بكر بن عبد الرحمن سنة ثلاث وتسعين.

                                                                          وقال خليفة بن خياط في "التاريخ" : مات سنة ثلاث وتسعين.

                                                                          وقال في "الطبقات" : مات سنة أربع وتسعين.

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : حدثني إبراهيم بن المنذر، قال : حدثني معن، قال : توفي أبو بكر بن عبد الرحمن سنة ثلاث وتسعين.

                                                                          قال : وقال بعضهم : سنة أربع وتسعين.

                                                                          [ ص: 117 ] وقال البخاري : قال الفروي : مات سنة أربع وتسعين.

                                                                          وقال أيضا : حدثني هارون بن محمد، قال : سمعت بعض أصحابنا، قال : مات سليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، وعلي بن الحسين، وأبو بكر بن عبد الرحمن - يقال : - سنة الفقهاء سنة أربع وتسعين.

                                                                          وقال الهيثم بن عدي، وعلي بن عبد الله التميمي، ويحيى بن معين، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو عمر الضرير، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وعمرو بن علي : مات سنة أربع وتسعين.

                                                                          وقال الواقدي، عن عبد الله بن جعفر المخرمي : صلى أبو بكر بن عبد الرحمن العصر، فدخل مغتسله، فسقط، فجعل يقول : والله ما أحدثت في صدر نهاري هذا شيئا، قال : فما علمت غربت الشمس حتى مات، وذلك سنة أربع وتسعين بالمدينة.

                                                                          قال الواقدي : وكان يقال لهذه السنة : سنة الفقهاء؛ لكثرة من مات منهم فيها.

                                                                          وقال الواقدي في موضع آخر : أخبرني عبد الكريم بن عبد الله بن أبي فروة، قال : مات علي بن الحسين، وسعيد بن المسيب، وأبو بكر بن عبد الرحمن سنة أربع وتسعين، وكانت تسمى سنة [ ص: 118 ] الفقهاء.

                                                                          وقال يحيى بن عبد الله بن بكير : مات سنة أربع أو خمس وتسعين.

                                                                          وقال عبيد الله بن سعد الزهري : بلغني أنه مات سنة خمس وتسعين، وكان ضرير البصر .

                                                                          روى له الجماعة.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية