2 - باب الاغتسال يوم الجمعة  وفضل الغسل فيه حديث أبي سعيد، وتقدم في الباب قبله، وفيه حديث أبي أيوب،  وسيأتي في باب الزينة والطيب، وحديث  ابن عمر  ، وسيأتي في باب فضل الصلاة على الجنازة . 
[  1475  ] وعن  عبد الله بن عمرو   - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم :  "من غسل واغتسل، وغدا وابتكر، ودنا فاقترب، واستمع وأنصت كان له بكل خطوة قيام سنة وصيامها  " . 
رواه  الحارث   وأبو يعلى  بسند الصحيح . 
وله شاهد من حديث أوس بن أوس  رواه  أبو داود الطيالسي  ، وأصحاب السنن الأربعة،  وابن خزيمة   وابن حبان  في صحيحيهما وغيرهم . 
قال الخطابي:  قوله صلى الله عليه وسلم :  "غسل واغتسل، وبكر وابتكر  " اختلف الناس في معناه: 
فمنهم من ذهب إلى أنه من الكلام الظاهر الذي يراد به التوكيد، ولم تقع المخالفة بين المعنيين لاختلاف اللفظين، وقال: ألا تراه يقول في هذا الحديث:  "ومشى ولم يركب  " ومعناهما واحد، وإلى هذا ذهب الأثرم صاحب أحمد . 
وقال بعضهم: "غسل " معناه: غسل الرأس خاصة، وذلك لأن العرب لهم لمم وشعور، وفي غسلها مؤنة، فأراد غسل الرأس من أجل ذلك، وإلى هذا ذهب مكحول . وقوله: "واغتسل " معناه: غسل سائر الجسد .  [ ص: 264 ] 
وزعم بعضهم أن قوله: "غسل " معناه: أصاب أهله قبل خروجه إلى الجمعة؛ ليكون أملك لنفسه وأحفظ في طريقه لبصره . 
وقوله: "بكر وابتكر " زعم بعضهم أن قوله: "بكر " أدرك باكورة الخطبة وهي أولها، ومعنى "وابتكر ": قدم في الوقت . وقال ابن الأنباري:  معنى "بكر ": تصدق قبل خروجه، وتأول في ذلك ما روي في الحديث من قوله عليه السلام:  "باكروا بالصدقة؛ فإن البلاء لا يتخطاها  " . 
وقال  الحافظ أبو بكر بن خزيمة:  من قال في الخبر: "غسل واغتسل " - يعني بالتشديد - معناه: جامع فأوجب الغسل على زوجته أو أمته واغتسل . ومن قال: "غسل واغتسل " - يعني: بالتخفيف - أراد غسل رأسه، واغتسل فغسل سائر الجسد؛ لخبر  طاوس  عن  ابن عباس  ، ثم روي بإسناده الصحيح إلى  طاوس  قال:  "قلت  لابن عباس:  زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤوسكم وإن لم تكونوا جنبا، ومسوا من الطيب . قال  ابن عباس   : أما الطيب فلا أدري، وأما الغسل فنعم "  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					