الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    67 - باب لا تفريط على من نام عن صلاة أو نسيها حتى ذهب وقتها وعليه قضاؤها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك.

                                                                                                                                                                    [ 1412 / 1 ] قال أبو داود الطيالسي : ثنا شعبة والمسعودي، عن جامع بن شداد ، عن عبد الرحمن بن أبي علقمة القاري - من بني القاري - عن عبد الله بن مسعود - قال: وحديث المسعودي أحسن - قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من الحديبية ، فعرسنا فقال: من يحرسنا لصلاتنا؟ - وقال شعبة: من يكلؤنا؟ - فقال بلال: أنا - قال المسعودي في حديثه: إنك تنام - قال: من يحرسنا لصلاتنا؟ فقال ابن مسعود : فقلت أنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك تنام . فحرستهم حتى إذا كان في وجه الصبح أدركني ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنمت، فما استيقظنا إلا بالشمس، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصنع ما كان يصنع ثم قال: إن الله لو أراد ألا تناموا عنها لم تناموا، ولكن أراد أن يكون لمن بعدكم، فهكذا فافعلوا أمر من كان منكم . وقال شعبة في حديثه: فهكذا فافعلوا، امرئ نام منكم أو نسي . وقال المسعودي في حديثه - وليس في حديث شعبة - : إن راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أضلت، فطلبناها فوجدناها عند شجرة قد تعلق خطامها بالشجرة، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانت لتحلها الأيدي " .

                                                                                                                                                                    [ 1412 / 2 ] رواه أبو يعلى الموصلي: ثنا أبو خيثمة، ثنا عبد الرحمن، حدثنا [ ص: 236 ] المسعودي، عن جامع بن شداد ، عن عبد الرحمن بن أبي علقمة ، عن عبد الله قال: "لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية نزل منزلا فعرس فيها فقال: من يحرسنا؟ فقال عبد الله: فقلت: أنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك تنام - يقول ذلك مرتين أو ثلاثا - ثم قال: إنك إذا . فحرستهم حتى إذا كان في وجه الصبح أخذني ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أستيقظ إلا بحر الشمس في ظهورنا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصنع ما كان يصنع، ثم صلى الصبح، ثم قال: إن الله لو شاء لم تناموا عنها، ولكن كان لمن بعدكم، فهكذا لمن نام أو نسي " .

                                                                                                                                                                    قلت: إسناد حديث عبد الله بن مسعود رجاله ثقات .

                                                                                                                                                                    رواه أبو داود في سننه من طريق شعبة باختصار، والنسائي في الكبرى من طريق شعبة والمسعودي به .

                                                                                                                                                                    [ 1412 / 3 ] ورواه البيهقي في سننه الكبرى: ثنا أبو بكر بن محمد بن فورك، أبنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، عن أبي داود الطيالسي . . . فذكره . وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي قتادة، ورواه مالك في الموطأ من طريق زيد بن أسلم مرسلا .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية